عبد العال الجرشة
عبد العال الجرشة([1])
الملحن الألمعي الأستاذ عبد العال الجرشة وولده
أصله ونشأته: هو الأستاذ الفنان الملحن عبد العال بن إبراهيم الجرشة المصري، ولد في بلدة (مئة غزال) التابعة لمدينة طنطا في مصر سنة 1878م، ونشأ بكنف والده، وكان شقيقه الأكبر المرحوم أحمد الجرشة موسيقيًّا يعزف على آلة العود، فأخذه وعلمه الفن الموسيقي، وتدرج حتى أصبح منشداً وضابطاً للإيقاعفي المسارح المصرية، واشتغل في زمن فناني مصر المشهورين أمثال عبده الحمولي ومحمد عثمان ومحمد سالم وغيرهم.
رحلته إلى سوريا: وفي سنة 1910م حضر إلى البلاد السورية واشتغل في مسارح بيروت ودمشق وحلب، فكان ينتقل مع الأجواق الموسيقية، وطابت له الإقامة، فاستوطن وأعقب ولداً هو الأستاذ إبراهيم عبد العال العازف المشهور على القانون، وظل هذا في إذاعة القدس مدة تسع سنين، وما زال يعمل في إذاعة دمشق حتى الآن. وكذلك فإن حفيده السيد عبد الرحمن هو عازف كمان، تلقى فن العزف والنوطة على موسيقيين ألمان عندما كان والده في محطة إذاعة القدس، وله مستقبل باهر في ميدان الفن بالرغم من صغر سنه.
فنه وألحانه: يعتبر الأستاذ المترجم من أعلام الفن الموسيقي، ومرجعاً مكيناً في حفظ أكثر الأدوار المصرية وموشحاتها الشهيرة وأوزانها، وقد لحن وصلات قوية من الموشحات البديعة.
الوصلة الأولى: من نغمة الزنجران، تتألف من ثلاثة موشحات:
الأول: موشح (دع يا عزولي عنك اللوم)، وزنه واحد، سفيان، وهذا الموشح من نظم المرحوم الشيخ أمين الجندي، وكان لحنه من نغمة الحجاز، ووزنه محجر، فقلبه المترجم إلى نغمة الزنجران، وقد سمعت هذا الموشح المسجل في محطة إذاعة دمشق فلم أسمع أقوى منه بمثل طرازه البديع وتأثيره على النفوس.
الموشح الثاني: (أواه من جور الهوى)، ونظمه قديم، وزنه مدور.
والموشح الثالث: (هل الهلال السعيد فوق الجبين الفريد)، وزنه سماعي دارج.
الوصلة الثانية: من مقام النكريز:
الموشح الأول: (صبٌّ تملكه الغرام والحب أورثه السقام)، وزنه مدور.
الموشح الثاني: (منيتي عد وجد)، وزنه مربع.
والموشح الثالث: (سلم الأمور للرب)، وزنه سماعي دارج.
الوصلة الثالثة: من مقام الشعار:
الموشح الأول: (طاف بالأقداح معشوق الدلال)، وزنه مربع.
الموشح الثاني: (تعال يا خيال بهجة جماله)، وزنه سماعي طائر.
الوصلة الرابعة: من مقام الراست، وهي مؤلفة من موشحين:
الموشح الأول: (نقول لبحر العشق عذب لشاربه)، وزنه مدور.
والموشح الثاني: (ليالي الوصل عندي عيد)، وزنه مربع.
أوصافه وأحواله: إن صوت المترجم بدرجة وسطى، إنما يمتاز بإلقائه الرائع مع الضرب على الرق ببراعة وإتقان، ما زالت ذاكرته عامرة بالمحفوظات الفنية بالرغم من شيخوخته.
استخدمته دائرة الأوقاف بدمشق في جامع عيسى باشا، ويعيش من راتب هذه الوظيفة، يقوم بخدمة الجامع وطاعة الله بكل ورع وإيمان.
* * *