جاري التحميل

عبد العزيز الجواهري

الأعلام

عبد العزيز الجواهري([1])

(1890م)

هو ابن العالم الكبير والشاعر البليغ المرحوم الشيخ حسين الجواهري، ولد في النجف سنة 1890م ودرس على أساتذة النجف وتمكن من العلوم الأدبية، وهو منذ خمس عشرة سنة يتجول في البلاد العربية والشرقية والغربية بقصد جمع مراجع تاريخية من مكتباتها الواسعة، وهي مهمة شاقة لا يقدرها إلا من عانى هذه المباحث في الدرس والاستقصاء، وخدمة كبرى يقدمها للمكتبات العربية.

مؤلفاته: شرح ديوان الشاعر العبقري المرحوم السيد محمد سعيد الحبوبي وجمعه وطبعه، وله ديوان شعر مخطوط، ومؤلفاته عبارة عن دورة كاملة عن شعراء العرب والإسلام لا يزال أكثرها مخطوطاً، ونشر محاضراته وقصائده في أكبر المجلات العربية الشهيرة كالمقتطف والهلال والبرق.

شعره: هو شاعر مجيد دانت لقريحته القوافي، ومن شعره البليغ رثاؤه لشقيقه (علي) فبكاه بقصيدة مؤثرة تجلت فيها عاطفته الأخوية، وعبر فيها عن مدى حزنه وأساه بوصف رائع، قال:

بزغ الهلال فأين عهد وفائه

أن لا يخون بوده وإخائه

أيرى أخاه مغيباً تحت الثرى

قمراً ويشرق زاهراً بسمائه

هلا توارى بالصعيد جماله

حتى يشارك أهله بعزائه

قمر بدا ليل المحاق هلاله

رسماً فقارن خسفه بجلائه

ثكلت به زهر النجوم فخرقت

بالنور ثوب الحزن من ظلمائه

سيف جلاه المجد أبيض ناصعاً

قد فلَّ جوهر حده بمضائه

برزت نواجذه فقلت بشارة

لليل قد كثرت نجوم سمائه

أواه غصني لفه شوك الردى

وذوت خميلته أوان روائه

لم يذوه لثم الشفاه وإنما

ذبلت إقاحة ثغره في مائه

إني خضبت أناملي بمدامعي

وأخذت طوق الحزن من ورقائه

وعكفت حول أزاهر من قبره

نبتت تسبح في ضريح ثوائه

نذراً علي لئن زها ريحانه

لأروينَّ الورد في أندائه

وختمها بقوله:

رضوان يا ملك الجنان تنحَّ عن

ملك طيور الخلد من وزرائه

وهب الله هذا الشاعر المطبوع عزيمة لا تقهر، وهذه بعض أبيات من قصيدة أخرى بعنوان (الشباب)، وهي تفيض بوحي من الإلهام والنبل والتوجيه للشباب نحو المعالي:

تطلَّب في شبابك للصعاب

فما عمر الفتى غير الشباب

وسل حسام عزمك للمعالي

فإن السيف يصدأ بالقراب

ودع طلب الهوان لمبتغيه

فإن المجد أجدر بالطلاب

ومنها:

فمن طلب الفضيلة في هوان

كمن طلب الفريسة تحت ناب

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 186).

الأعلام