عبد المتعال شمس الدين
عبد المتعال شمس الدين([1])
الشاعر الفنان المرحوم عبد المتعال شمس الدين (الحمصي)
هو المرحوم عبد المتعال بن المرحوم الشيخ طاهر بن خالد شمس الدين، ولد بحمص سنة 1904م، وهو من أسرة شمس الدين القديمة المعروفة بما أنجبته من علماء وشعراء فنانين في حمص، كان والده عالماً وشاعراً وفناناً مشهوراً فورث مزاياه الفاضلة، وتلقى دروسه في بيئة ثقافية كأبيه، لقد بقي عازباً وحال المرض دون زواجه، فمات عقيماً وهو في الخامسة والعشرين من عمره في عهد الصبا والشباب.
ومرض رحمه الله فترات طويلة، فكان ينظم قصائده والدمع ينهمر من مآقيه، ويعزي نفسه بمدح الرسول الأعظم ﷺ والتوسل إلى الله، وهو يشعر بدنو أجله المحتوم، ومن قوله البديع في التوسل:
ولي أمل بطه لا يخيب | فما خاب الرجا وهو الطبيب |
فدائي يا رسول الله داء | بغير دواء طبك لا يطيب |
وأنت وسيلتي في كشف ضري | إلى الرحمن فهو لك المجيب |
وعادات المحب إذا دعاه | حبيب يرتجيه فلا يخيب |
كان رحمه الله فناناً بروحه وطبعه، عليماً بأوزان الفن وقوافيه، ذا صوت بديع مطرب، ولو مد الله في حياته كان في طليعة الشعراء والفنانين المنتجين، وهذا موشح مؤثر ارتجله وهو في حال مرضه، وقد حفظه أهل الفن ليكون ذكرى لهذا الفنان الشاب الذي قضى نحبه دون أن يهنأ بمراحل الحياة:
يا رسول الله غوثاً ومدد | قد وهى مني اصطباري والجلد |
يا أبا الزهراء أنت المستند | لضعيف من تصاريف الزمن |
كن لعبد جسمه أضحى نحيف | واحمه من كل سوء وفتن |
ومن نظمه البديع في الغزل قبل مرضه:
محبك لم تر عيناه حسنا | كحسنك في البدور وفي الشموس |
بروحي أفتديك ولست موف | فأنت حياة أرواح النفوس |
وفاته: لقد جار الدهر بنوائبه على الفقيد، فأرداه سيف المنية وهو في عنفوان الشباب، وذلك سنة 1929م وأفاض الشعراء برثائه.
أبو النصر شمس الدين: هو شقيقه، ولد بحمص سنة 1880 ميلادية، وكان كوالده وشقيقه شاعراً فناناً، وقد توفي سنة 1950م، وأعقب ولداً اسمه (مروان).
الشيخ راغب شمس الدين: هو الولد الأكبر للشيخ طاهر شمس الدين، كـان رحمـه الله عالماً وفنانـاً وخطيباً مشـهوراً في جامـع سـيدنا خالـد بـن الوليد رضي الله عنه.
وخلاصة القول: إنه فضلاً عن ثقافة أفراد هذه الأسرة العلمية، وإلى جانـب مـا يملكونـه مـن عقارات كثيرة، ففهم يتعاطون تجارة الأقمشة والحرير وحالتهم المالية حسنة.
* * *