عبد الهادي زين العابدين
عبد الهادي زين العابدين([1])
الشاعر الفنان الأستاذ عبد الهادي زين العابدين الحمصي
مولده ونشأته: هو السيد عبد الهادي بن المرحوم أحمد بن رسلان زين العابدين الشهير (بالأديب)، وكان جد هذا شاعراً وأديباً شهيراً، إذا حضر مجلساً أنصت القوم لحديثه وأدبه، فسمي بـ (الأديب)، وأسرة زين العابدين قديمة العهد في حمص، انحدرت من أصلاب سيدنا زين العابدين رضي الله عنه، وتحتفظ بالنسب القديم الذي بموجبه أعفيت في العهد العثماني من الخدمة العسكرية والضرائب الأميرية.
ولد المترجم في حمص سنة 1888م، وتعلم في المدارس الأهلية، واشتهر بذكائه الفطري منذ صغره، فكان يعلم رفاقه في المدرسة قواعد الخط.
فنونه: لقد اكتسب بجده وقوة فراسته قواعد الخطوط العربية والكوفية والتركية والفارسية، ودرس على نفسه قواعد الكتابة باللغتين الفرنسية والإنكليزية، وأخرج لوحات خطية فنية بديعة، واقتنى المولعون بالخطوط آثاره القيمة التي تدل على ذوقه السليم ومهارته الفائقة.
رحلته إلى استانبول: وفي سنة 1939م سافر إلى استانبول، ونزل في بيت عمه الشيخ محمد سعيد زين العابدين، وأقام بضعة شهور تعرف خلالها على أشهر الخطاطين واكتسب منهم، وعاد بثروة فنية فتحت له آفاق العمل بنجاح.
شعره: نشأ هذا الفنان في بيئة علمية، وعني بنظم القريض، وله ديوان مخطوط ضم شتى القوافي والمواضيع، ومن نظمه قصيدة بعنوان (من وحي البردة)، وهي القصيدة الشهيرة التي كتب لها الخلود لكثرة الشعراء الذين خاضوا ميدان معارضتها وتشطيرها وتخميسها، ومطلعها:
يا مرتع الغيد في روضات ذي سلم | فيك استحالت دموعي في الهوى لدم |
لولاك ما عرفت قلبي محبتها | ولا ذكرتك يا يوم اللقا بفم |
ومنها:
يا حادي الركب بلّغ إن مررت بها | تحية من شج بالصبر معتصم |
وقل لها يا حياة الروح ما لك لا | ترثي لصب غدا في حالة العدم |
وله قصيدة بعنوان (الوجود)، ومطلعها:
يا من له ما أتى والحال والأمد | وما سيحدث والأزمان والأبد |
والأنس والجن طوعاً أو على كره | يسبحوه وإياه لقد عبدوا |
ومنها:
قالوا (الطبيعة) جلّ الله خالقها | أعاينوا خلقها أم بدأها شهدوا |
ألا له الخلق والدنيا وما شملت | من كائن وهو القهار والصمد |
وهب الله المترجم حسن الخلق والصدق في عمله وحب الفنون، ولا غرابة في ذلك، فقد أنجبت هذه الأسرة شعراء وخطاطين مشهورين، منهم شقيقه الكبير المرحوم عبد الحسيب، وكان خطاطاً بارعاً، وجده كان شاعراً أديباً وفناناً.
* * *