جاري التحميل

عبد الوهاب سيفي الحلبي

الأعلام

عبد الوهاب سيفي الحلبي([1])

الفنان المطرب الأستاذ عبد الوهاب سيفي الحلبي

هو الأستاذ عبد الوهاب بن الشيخ حسن سيفي الحلبي شيخ سجادة الطريفة البدوية، ولد بحلب سنة 1889م، وكان والده إماماً وخطيباً ومؤذناً في جامع الشيخ قاسم الحريري، نشأ المترجم بكنف والده وتلقى عنه الفن الموسيقي، ودرس على الشيخ عبد القادر الأفندي القرآن الكريم، ودخل مدرسة الصنائع بحلب سنة 1319ﻫ، وتخصص بفرع تجارة الموبيليا مدة أربع سنوات ونال الشهادة، ثم تعلم كتابة الخط عند الخطاط الشيخ وفا الإمام، ولما توفي والده سنة 1321ﻫ تولى إدارة الجامع محله، وبقي فيه مدة عشرين سنة، لم يذهب المترجم إلى الجندية في الحرب العالمية الأولى لاستثنائه من الخدمة، وبقي بخدمة الجامع، وكانت دار الفنان الحلبي المشهور المرحوم أحمد عقيل مقابل الجامع الذي يخدم فيه المترجم، فتعرف عليه وأعجبه صوته الجميل، فكان يرافقه إلى حفلات الموالد والأذكار، وظل هو والحاج عمر البطش وطيفور والشيخ علي الدوريش رحمهم الله مدة عشرين سنة وهم يتلقون عن الحاج أحمد الشعار ومحمد ديبو الأدلبي والشيخ صالح الجذبة وأحمد الشيخ شريف وغيرهم من فناني حلب المشهورين الموشحات وفنون رقص السماح وعلم الإيقاع، ولما وقعت الحرب العالمية الأولى تشتت شملهم واجتمعوا بعد الحرب.

ودعت الظروف فدخل المترجم في خدمة الجيش الفيصلي بوظيفة (شرطي جيش)، وبعدها انتسب إلى الدرك وخدم مدة عشرين سنة إلى أن أحيل إلى التقاعد، وكان خلال هذه المدة دائباً على دراسة الفن وملازمة الفنانين الذين كانوا على قيد الحياة، وبعد إحالته إلى التقاعد رجع إلى خدمة الجامع، ثم استخدم في مدرسة الكلية الشرعية الإسلامية بدمشق مدة ست سنوات إلى أن افتتح المعهد الموسيقي الشرقي، ولما طلب المرحوم الفنان الحاج عمر البطش للتدريس في المعهد، وعاجلته المينة قبل المباشرة في العمل؛ عهدت وزارة المعارف للمترجم بتعليم رقص السماح، ومازال حتى الآن يعمل فيه.

فنه: يعتبر المترجم من فناني حلب الموهوبين، لحن موشحات بديعة من مقام الراست، ينشد القصائد والموشحات بصوته الرخيم مع الإيقاع على الأوزان بشكل متين، نهل المترجم من فنون الفنان الألمعي المرحوم الحاج عمر البطش الشيء الكثير، وتلقى عنه ما ابتكره من ضروب جديدة في رقص السماح على أوزان المحجر والمربع والمخمس والمدور والسماعي الثقيل والدارج، ولم يسبق لأحد من أعلام الفن أن ابتكر الرقص المشبك على أوزان السماح قبل البطش الذي ترك من روائع فنونه المبتكرة البديعة ما خلد اسمه على كر الدهور.

*  *  *

 



([1] (أ) (1/ 296).

الأعلام