علي عمر الكيلاني
علي عمر الكيلاني([1])
(1752 ـ 1824م)
مولده ونشأته: هو السيد علي بن عمر بن ياسين بن عبد الرزاق الكيلاني الحموي، ولد بحماة سنة 1752م وبها نشأ، وطلب العلوم على شيوخ بلده، ثم تولى مشيخة السجادة القادرية بعد وفاة والده، وبعدها تولى منصب الإفتاء بحماة مراراً، وكان في كل مرة يتركه اختياراً ثم يعود إليه.
أدبه: كان عالماً أديباً وشاعراً مهيباً، ثريًّا جواداً، كبيراً في قومه مطاعاً، مدحه جل شعراء عصره، وقد جمع له عبد الله العطائي الحلبي ما مدح به من الشعر في ديوان أسماه (الدرة السنية في مدح شيخ السجادة القادرية) ما زال مخطوطاً، وقد أشاد كثير من شعراء سورية ولبنان والعراق والقدس بذكره في أشعاره، وللمترجم شعر ضاع أكثره، ومن موشحاته البديعة:
يا شموساً أشرقت عند الصباح | زادت القلب هياماً وشجون |
بلحاظ أثخنت جسمي جراح | وقدود خجلت منها الغصون |
ومدحه الشيخ أبو الوفاء الرفاعي الحلبي في سنة 1808م بقصيدة جاء في آخرها قوله:
فيا سليل أولي العزم الشديد أجب | من ليس يرجو سواكم في تقربه |
قل لي إذا جاء أحياء الكرم فتى | ليستجير فماذا تصنعون به! |
فأجابه المترجم بقوله:
يحفه مدد منا ونسعفه | إن سامه الدهر خسفاً في تقلبه |
وقر عيناً أخا العلياء إن لنا | سيفاً صقيلاً على الأعدا نصول به |
مآثره: لقد اشتهر بمآثره الاجتماعية، وظل على طول حياته المثل الفذ للعالم والشاعر، سلاحه الإيمان والكرم، وقد حج وزار، وفي سنة 1781م زار قبر جده في بغداد فاحتفى به العلماء والفضلاء، ورجع إلى حماة، وأنشأ في حي الحاضر جامعاً معروفاً، وأوقف له عقارات كثيرة لتأمين نفقاته.
وفاته: وفي اليوم الخامس من صفر سنة 1240ﻫ وأيلول 1824م دعاه ربه إلى منازله الخالدة، وقد أرخ وفاته الشيخ أمين الجندي الشاعر الحمصي الشهير بهذه الأبيات المنقوشة على حجر قبره:
سحب الرضا حيي ثرى | لحد حوى الحصن الحصين |
من جدّه خير الورى | وأبوه باز العارفين |
وهو الذي في رأسه | لفظ الجلالة مستبين |
الله كرم وجهه | بسواطع النور المبين |
حاشا يضام لأنه | من ربه لعلى يقين |
هذا عليّ المرتضى | بجوار رب العالمين |
ناداه تاريخ البقا | فلنعم دار المتقين |
* * *