علي كيكي الكردي
علي كيكي الكردي([1])
المطرب المتفنن الأستاذ علي الكردي
هو علي بن المرحوم درويش كيكي المكنى بالكردي، ولد بدمشق سنة 1887م، وتوفي والده وهو في سن الثانية عشرة، فتربى يتيماً أميًّا.
تعلق بالفن منذ نشأته، وأسعده الحظ فكان نصيبه الخدمة في الجندية خلال الحرب العالمية الأولى بحلب، فأقام فيها مدة ثلاث سنوات لازم خلالها الفنان الحلبي المشهور المرحوم أحمد عقيل، واستقى من مورده الصافي بعض الموشحات وأوزانها، ثم تلقى الأدوار المصرية عن المطرب المرحوم عبد الرحمن المصري الذي كان يشتغل في مسارح حلب.
أكد لي المترجم بأنه استفاد من فنون الحاج عمر البطش الفنان الحلبي العبقري الشيء الكثير، ويعترف بفضله الفني عليه، وهي مزية يشكر المترجم عليها، فقد رأينا الكثير من الفنانين ينكرون فضل بعضهم على بعض جحوداً واستنكاراً.
لم يتعلم المترجم فن رقص السماح، ولا علم له بأوزانه وأصوله، وله ألحان بديعة في إنشاد المديح تفرد بها بنسق خاص، ولما عاد من الجندية إلى دمشق كان يحمل في صدره ثروة فنية، فتابع إلى جانب مهنة السروجية التي يتعاطاها الفن، واشتغل بمسارح دمشق كرئيس جوق مطرب، أما صوته القوي الرائق فهو طوع بنانه يساعده على إنشاد الأدوار والموشحات وإخراجها بدقة وإبداع، يضرب على الرق أوزان الإيقاع ببراعة وأصول، اجتمع بالفنانين السوريين المرحومين عمر الجراح وإخوته وجميل الإدلبي وعمر البطش والحاج محمد الشاويش الحمصي ونجيب زين الدين وعبد الرحيم الصفح رحمهم الله، وغيرهم من فناني مصر، ويعرف الشيء الكثير عن تاريخ حياتهم الفنية، وله هواية خاصة بحفظ الموشحات الصوفية من نظم وألحان الفارض والنابلسي واليافي والجندي،وقد شهد لي المرحوم عمر البطش بقوة ذاكرته وإجادته الإلقاء.
ومن أبرز مزاياه الفنية إن باستطاعته إلقاء الدور لوحده دون عناء أو معاون، لقد عرضت عليه الفرق الفنية استغلال مواهبه والاحتراف بالفن فأبى، وفضل العيش بما قسمه الله له من رزق محدود، ولو أراد الاحتراف واستثمار مواهبهلنال ما تمنى.
يتمتع المترجم بثقة وإعجاب بمعشره الأنيس ومناقبه الحميدة، يعيش بيسر من تعاطي وساطة بيع البيوت، يحب طاعة الله ولا يتوانى عن خدمة الناس وإسداء الخير لهم.
* * *