علي محمود([1])
الشيخ علي محمود
(1880 ـ 1943م)

مولده ونشأته: هو القارئ الشهير المتفنن الشيخ علي محمود، ولد بمدينة القاهرة سنة 1880م، ونشأ في كنف والده في بيئة دينية، وحفظ القرآن الكريم فكان قارئاً متفنناً بالقراءات العشرة، وتلقى مبادئ الفقه، وكانت لنشأته الدينية أثرها البليغ في مجرى حياته، إذ قسى عليه الدهر، فمات أبوه وقد تجاوز سن الصبا، فكان شديد الحزن على فقده، يرتسم الأسى على محياه عند تلاوته آيات الذكر الحكيم، فكان عزاؤه أن شب محبًّا لسيدنا الحسين رضي الله عنه، وكان أحد القارئين في مسجده عقب صلاة الجمعة، وقد بذَّ القراء بصوته الشجي وقوة فنه، وذاع صيته، ونزل إلى حلبة القراءة يباري أئمة المقرئين في عهده.

هوايته للفن: كان يؤذن وينشد التسابيح والاستغاثات قبيل الفجر في الحرم الحسيني على أسلوبه الخاص، فكان لكل يوم عنده نغمة، ثم دفعه الميل الفطري إلى دراسة الموسيقى، فتلقى على الشيخ إبراهيم المغربي علم النغمات والمقامات وأصول الفن، وأخذ من الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب والملا عثمان الموصلي الشهير الموشحات وأوزانها، وشغف بالغناء، وعاشر عبده الحمولي ومحمد عثمان ومحمد سالم والمنيلاوي وعبد الحي حلمي، وكان من تلاميذه الشيخ درويش الحريري المشهور.

وقد حمل لواء القراءة والتجويد مدى أربعين عاماً، فكان المقرئ الوحيد الذي بلغ ذروة المجد بين أهل الفن، وقد سجلت له الإذاعة المصرية والبريطانية بعض السور القرآنية، وهكذا دخل صوته وفنه ميدان التاريخ والخلود، وقد وافته المنية سنة 1943م، رحمه الله.

*  *  *