عماد الدين
عماد الدين([1])
الشيخ عماد الدين
(1766 ـ 1833م)
ولد هذا الشاعر في حمص سنة 1766م، ودرس العلم على شيوخ بلده، وقد عاصر الشيخ أمين الجندي الشاعر الحمصي الشهير والشيخ زكريا الملوحي، فلازمها للاستفادة من فضائلها.
شعره: كان شاعراً مجيداً متمكناً من أسرار اللغة والأدب، عليماً بأخبار العرب وأشعارهم، كان له ديوان شعر ضاع بين ورثته الذين لم يحتفظوا بتراثه الأدبي، فاندرست آثاره، وقد استطعنا العثور على شذرات من شعره، منها مدح علي بن عمر الكيلاني مفتي حماة لما مر بحمص سنة 1821م، فقال:
ألا يا سروراً حل في الدهر مفردا | وناهيك من بيت الولاية ما حصل |
فماذا يقول المادحون بوصفه | وبالعجز عن أوصافه مدحي مكتمل |
هو النور في مشكاة بيت نبوة | ومن خير قوم في المعالي هم الأول |
ومدحهم ذكر حميد مكرم | ونتلوه قرآناً من الحق قد نزل |
إذا كان رب العرش مادحهم فما | أقول بعيد المدح قدماً من الأزل |
وإن عليًّا عن مديحي بغنية | نسيب تسامى عن نسيب وعن غزل |
ولكنني أدعو لعلياهبالبقا | وأرجو إلهي أن يمد له الأجل |
ليمتد أهل الفضل من بحر فضله | ويحظى عماد الدين بالقصد والأمل |
وله أيضاً محاولاً معنى غريباً وابتكاراً عجيباً بوصفه روضة في دار الممدوح المترجم قد هُشّم نباتها يوم ختان نجله من ازدحام الأقدام، قال:
قد عجبنا لذوق فطنة بنت الـ | ـروض إذ كان فيه غضًّا وسيما |
أبصر الربع من ربيع الأيادي | يانعاً فانزوى وعاد هشيما |
ليس بدعاً فقد رأى كعبة الفضـ | ـل مقاماً علا فبات حطيما |
وله في هذا المعنى:
عجبت لفطنة زهر الربا | وإلهامه لطف ذوق صفا |
رأى الفضل يبدي ربيع الندى | فعاد جماداًوحل الحفا |
وفاته: وفي سنة 1833م وافاه الأجل ودفن في حمص.
* * *