جاري التحميل

عيسى إسكندر المعلوف

الأعلام

عيسى إسكندر المعلوف([1])

(1868 ـ 1956م)

مولده ونشأته: هو العالم العلامة والمؤلف والمؤرخ والمصنف الجبار والشاعر المبدع المرحوم عيسى بن إسكندر المعلوف، سليل الدوحة المعلوفية العريقة في المجد والعلم والأدب، ولد في قرية كفر عقاب (لبنان) سنة 1868م.

خدماته الثقافية: كان في فجر شبابه معلم الجيل، فدرس في مدرستي كفتين طرابلس والمدرسة الشرقية في زحلة، وفي خلال الحرب العالمية الأولى نزح كغيره عن زحلة إلى دمشق بسبب ضيق المعيشة آنئذ، وكان مديراً للدروس العربية في المدرسة الآسية في دمشق، عمل في حقل الصحافة، فأصدر مجلة الآثار ما يقارب العشر سنوات، فكانت زاخرة بالأبحاث العلمية والأدبية ببلاغة تستلبالألباب، ونشر في حياته ألوف المقالات النفيسة، ترجمت إلى الروسية والألمانية والإنكليزية والفرنسية والبورتغالية.

حجة المؤرخين: هو شيخ مؤرخي العرب في القرن العشرين، وحجة الأنساب الشرقية، فقد وهب نشاطه الفذ لخدمة التاريخ، وكتب تاريخ العروبة بذوب مهجته وضياء وعينيه، وإن التاريخ ليسجل سيرة حياته وتاريج جهاده العلمي الطويل، وما تركه من تراث علمي وأدبي بأحرف من عسجد ونور على مر الدهور.

كان أحد الأقطاب الأفذاذ الذي عمل للعلم لا للكسب والشهرة وحب الظهور، وأحد الصفوة المختارة التي تظافرت جهودهم على خدمة العلم والأدب، فهو خدن اليازجي ورفيق البستاني والريحاني وزيدان في جهادهم الأدبي المشرف الذين نهضوا بالعربية من كبوتها فازدهرت بفضلهم، وإن ما قدمه للغة الضاد والعروبة والوطن لا يوفيه وصف ولا يحيط به بيان.

أبو الشعراء: وإنه لمن النادر أن ينبغ أب وينحدر من صلبه ثلاثة من عباقرة الشعراء في العصر الحديث، كانوا كواكب نيرة سطعت أنوارها في الآفاق وأتوا بالروائع الأدبية الخالدة.

ولو لم ينجب هذا الولد العلامة غير هؤلاء الفلذات الثلاثة الأفذاذ لكفاه مجداً أدبيًّا وسؤدداً خالداً.

آثاره العلمية: لم يخلد إلى الراحة في حياته، فأضنى مقلتيه بالبحث والتنقيب والتدقيق، وهناك في بيته المطل على أفياء وادي العريش وضفاف نهر البرودني الساحر بمفاتنه الطبيعة وخمائله التي أطراها شعراء العروبة جادت قريحته بأنفس المؤلفات، وهي: 1 ـ تاريخ الطب عند العرب مع رسوم الآلات الجراحية القديمة،2 ـ معارضات شعرية (يا ليل الصب متى غده) 3 ـ تاريخ فخر الدين المعني الثاني، 4 ـ تاريخ لبنان، 5 ـ تاريخ زحلة، 6 ـ تاريخ عائلة اليازجي، 7 ـ دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف، وقد طبعت.

أما مؤلفاته التي لم تطبع بعد فهي: 8 ـ الأخبار المدونة والمروية في تاريخ الأسر الشرقية بأربعة عشر مجلداً، 9 ـ شحذ القريحة في المقطعات الشعرية البليغة الفصيحة، وهي جزءان، 10ـ التذكرة المعلوفية، وهي (10) أجزاء، 11 ـ مجموعة مقالات المعلوف.

عضو المجامع العلمية: كان من مؤسسي المجمع العلمي العربي في دمشق وعضواً فيه منذ تأسيسه، وعضواً في المجامع العلمية المصري واللبناني والبرازيلي.

ونال أوسمة الاستحقاق اللبناني، والاستحقاق السوري، ومدالية من البرونز من المجمع العلمي للغة العربية بمصر القاهرة.

مكتبته: تضم مكتبته الآلاف من المجلدات بين مطبوعة ومخطوطة، وهي مرجع مفيد لكل أديب وشاعر ومستشرق.

وفاته: كان هذا العلامة العبقري يخاف أن تمنعه الشيخوخة عن مسك القلم، أو أن يقعده الكبر عن أداء الواجب وإكمال الرسالة العلمية التي خلق لها، وفي يوم الإثنين الثاني من شهر تموز سنة 1956م دعاه خالقه إلى منازله الخالدة، وقد شيعت جنازته يوم الثلاثاء بموكب حافل، ودفن في مقبرة أسرته في زحلة، وأبّنه الخطباء والشعراء، فكان عظيماً في حياته وفي مماته.

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 291 ـ 292).

الأعلام