جاري التحميل

غالب طيفور الحموي

الأعلام

غالب طيفور الحموي([1])

الفنان الألمعي الأستاذ غالب طيفور الحموي

هو الأستاذ غالب بن فريد بن إبراهيم طيفور، ولد بحماة سنة 1918م من أسرة اشتهرت بمجدها وطارفها التليد، نشأ بكنف والده في مهد العز والكمال، وتلقى دراسته الأولية في حماة، وظهر في ميله للفن الموسيقي، فتلقى علم العود على عازف غجري، ثم التحق بمدرسة دار الصنائع بحلب وأخذ الشهادة الثانوية منها، فاختص بفرعي التجارة والكهرباء والميكانيك، وبعد ذلك سافر إلى إيطاليا على نفقته الخاصة لإكمال اختصاصه في الكهرباء ودراسته الفنية الموسيقية فيها.

بدء عمله الفني: ولما رجع من إيطاليا اشتغل في إذاعة بيروت سنة 1939م براتب شهري قدره (20) ليرة سورية، ثم تدرج في الارتقاء وزيد راتبه ودام في خدمة الإذاعة اللبنانية مدة ثلاثة سنوات، درس خلالها علم العود بشكل أصولي على الأستاذ المشهور قارنيك قازانجيان، والتحق في المعهد الموسيقي اللبناني الكبير، ثم طلبته محطة الشرق الأدنى فكان فيها عازفـاً على الناي والأكورديون، وتقاضى أول راتب ثمانية عشرة جنيهاً في الشهر، وصار مساعداً لرئيس القسم الموسيقي فيها.

ولما استغنت المحطة المذكورة عن خدمات الفنان المرحوم وديع صبرا رئيس القسم الموسيقي فيها تنازع فنانو الأقطار فيما بينهم، وكل يرى في نفسه اللياقة والكفاءة لإشغال وظيفته، إلا أنها أسندت إلى المترجم دون وساطة أو عناء،وخلال هذه المدة درس على كبار الفنانين الألمان واستفاد من فنونهم الشيء الكثير، وبات يتقاضى (50) جنيهاً راتباً في الشهر، وبقي في هذه الإذاعة ما يقرب من سنتين ونصف.

عودته إلى سوريا: واعتزل العمل في محطة الشرق الأدنى، وعاد إلى سورياليعمل في المشروع لتهيئة الإذاعة السورية (كفني)، واستحضرت الحكومة السورية الأجهزة اللازمة مع مهندس إنكليزي لجمعها وتركيبها، إلا أن المنية عاجلته، فقضى نحبه إثر وقوعه من شرفة فندق بردى بدمشق بينما كان يلاعب كلبه، فعهد إلى الأستاذ طيفور بالقيام بإكمال العمل.

ويعود الفضل للمترجم الذي رفع صوت (سوريا) في الإذاعة، فكان يعمل بصمت وهدوء دون تبجح أو دعاية لنفسه، واستخدام مدة سبع سنوات فـي الإذاعـة السوريـة، وآخـر عمـل أشـرف عليه هو رئاسة شعبة التسجيلات والأسطوانات فيها.

ألحانه: انقطع الأستاذ المترجم عن التلحين خلال هذه المدة، ولما أكمل نصف دينه بالزواج عاد إلى التلحين بشغف وحنان، فأنتج من روائع الألحان ما يقرب من (150) لحناً، منها سماعي حجاز، وقطعة ماريانا التي أعجب الفنانون الأجانب بقوة تلحينها وجمال توزيعها، ورقصة المعبد، ولحن موسيقي (بنت الراعي)، وموشح (هل شفى قلبك وعد) وهو من نظم الشاعر حسيب الكيالي، وأوبريت (العودة) من شعر الأخوين رحباني، وقطعة شعبية جميلة (يا وارده عا العين).

لقد أزمع الأستاذ طيفور السفر إلى إيطاليا للتخصص في التلحين، والبلاد السورية التي تفتخر بألمعية الفنان طيفور وتعتز بمواهبه مع ما فطر عليه من أخلاق فاضلة وكرم موروث لتأمل أن ينال ما يتمناه، وأن يعود إلى وطنه سالماً غانماً ليتحف المجتمع بروائع فنه وألحانه.

*  *  *

 



([1](أ) (1/ 198).

الأعلام