جاري التحميل

الشيخ فهد المارك

الأعلام

الشيخ فهد المارك([1])

(1910م)

هو الشيخ فهد بن مارك بن عبد العزيز المشهور بالمارك، ولد في حائل سنة 1910م، ونشأ في بيئة فاضلة في مهد العز والتقى والمكارم، وقد عني والده بتثقيفه، تلقى دراسته في دار التوحيد في الطائف، وتخرج منها بتفوق متضلعاً في علوم الفقه والأدب، ثم أنهى علومه في معاهد مصر، وقد تخصص بعلوم الفقه والشريعة والأدب.

في الجهاد: وفي حرب فلسطين عام 1947م كان ضابطاً في الجيش السعودي، وساهم في معركة النضال عن الأراضي المقدسة المسلوبة، وأبدى ضروب البسالة والشجاعة خلال قيامه بفريضة الجهاد القومي، فكان مثالاً حيًّا لكل من يهب نفسه في سبيل الله ونصرة القومية العربية.

خدماته: انتسب إلى الخدمة في الحكومة السعودية، فعين مندوباً في المديرية الإقليمية لمقاطعة إسرائيل، وسار في مهمته على منهج قويم من الإخلاص والتجرد، ثم انتسب إلى السلك السياسي في وزارة الخارجية السعودية، فعين عام 1950م ملحقاً سياسيًّا من الدرجة الأولى في السفارة السعودية بدمشق، وتولى أعمال القنصلية السعودية فيها، وبرز اسمه في الأوساط الاجتماعية والثقافية كمؤلف وأديب سياسي موهوب، ثم نقل إلى مثل وظيفته بوزارة الخارجية في جدة.

الأديب الداعية: اسـتخدم مواهبـه كأديب، فكـان مـن أبـرز الدعاة لمجد السعوديين، ومن أمكنهم إخلاصاً ووفاء لمليكه المفدى، فمثَّل وجه بلاده خير تمثيل، وبديهي أن يستفاد من خدماته في البلاد العربية أكثر من وجوده في بلاده بعد أن اشتهر أمره وبرز في مواهبه.

كان من رائدي النهضة الثقافية، وإليه يرجع الفضل في تنظيم شؤون الميتم السعودي بدمشق والنهوض بمستواه العلمي.

أدبه: هو أديب في روحه وطبعه، ومن مؤلفاته كتابه بعنوان من (شيم العرب) وهو في ثلاثة أجزاء، وقد أخرج الجزء الأول إلى ميدان الأدب، وضمنه صوراً لحوادث جرت في مضارب الجزيرة، وهي نوادر تدهش القارئ في أسلوبها الفني، وهي ليست بقصص خيالية، بل واقعية استعرض فيها الكرم والشيم العربية والعفو عند المقدرة.

وألف زيارة شبل الجزيرة إلى لبنان، وزيارة شبل الجزيرة إلى سورية، وله محاضرات كثيرة تجلى فيها النقد الجريء، ودلت على أنه ثائر لا ضريب له في براعة التصوير، وسمو الخيال، وخصب القريحة، وفيض العاطفة في أسلوبه ومواضيعه الحية ومعانيها ومغازيها الرائعة.

وأسعد مؤلف هذا السفر الحظ فتعرف على صاحب هذه الترجمة، فكان يحس بشوق إلى لقائه ويميل إلى زيارته، ويشعر بالسعادة تغمره لما تحلى به من رقة وتواضع وأخلاق فاضلة وسجايا عربية، وهي التي صورها في مؤلفه القيم (من شيم العرب)، فتجسمت فيه.

*  *  *

 



([1](أ) (2/ 510).

الأعلام