فؤاد أفرام البستاني
فؤاد أفرام البستاني([1])
(1906م)
هو أحد ملوك العلم والأدب من الأسرة البستانية المتربع على أريكة أكبر صرح ثقافي عربي في الشرق وهي الجامعة اللبنانية، لقد أسعد مؤلف هذا السفر التاريخي فتشرف بزيارته في قصر اليونسكو برفقة سيادة المحترم الأب مكسيموس معلوف، وإذا بي أمام مَلَك، تمثلت في روحه أفضل ما امتازت به عناصر أفذاذ الرجال من هيبة ووقار ورقة ولطف وإيناس، وقد زانه الله في التواضع الأصيل، وهي سمة العظماء، وإحدى سجاياه البارزة الموروثة عن عباقرة الأسرة البستانية، ولما انتهت الزيارة خرجت مسحوراً مذهولاً من مواهبه.
مولده ونشأته: هو فؤاد بن جرجس بن شبلي بن أفرام البستاني، بزغ نجم هذا العبقري في دير القمر في الخامس عشر من آب سنة 1906م، وتلقى دروسه الثانوية في الفرير ماريست في بلدته، فاشتهر بين أقرانه بذكائه اللماح وذهنه المتوقد، ثم انتقل إلى جامعة القديس يوسف في بيروت، فكان مرموقاً بتفوقه في العلم والأخلاق، فأحبه الجميع وتفرسوا فيه النبوغ، وتخرج حاملاً شهاداته العلمية.
في خدمة العلم: اختارته جامعة القديس يوسف ليكون من أعوانها على تربية النشء وتعميم الثقافة للاستفادة من مواهبه الفذة، وتهافتت عليه المدارس الكبرى في العاصمة اللبنانية تدعوه للتدريس، وقد سعدت المدارس التي شاء لها القدر أن تنعم بأنبغ وأبرز أدباء ومفكري هذا العصر، فدّرس الأدب العربي في المعهد الثنوي من جامعة القديس يوسف من سنة 1926م إلى 1952م، والأدب العربي والفلسفة الإسلامية في معهد الفرير ماريست في جونيه من سنة 1931 ـ 1943م، والأدب العربي في الكلية البطريركية من سنة 1941 ـ 1943م، وفي دار المعلمين والمعلمات من سنة 1933 ـ 1953م، والفلسفة الإسلامية في مدرسة الحكمة من سنة 1942 ـ 1944م.
في المعاهد العالية: وكلف من سنة 1933م أن يعلم الأدب العربي في معهد الآداب الشرقية، وفي سنة 1938م كلف بتدريس تاريخ الحضارة العربية وأركان المجتمع الإسلامي، وهو منذ سنة1942م يعلم الأدب العربي والفلسفة الإسلامية والتاريخ الشرقي القديم في الأكاديمية اللبنانية، ويعلم تاريخ الشرق الأدنى وحضاراته في معهد العلوم السياسية منذ سنة1945م، والأدب العربي في مدرسة الآداب العليا منذ سنة 1946م.
وأبرز حنكة وإدارة حازمة عند تعيينه مديراً لدار المعلمين والمعلمات سنة 1942 ـ 1953م، وعين منذ سنة 1949م أميناً للجنة المدرسية لترجمة الروائع الإنسانية، وفي سنة 1953م عين رئيساً للجامعة اللبنانية.
آثاره في التأليف: لقد تجلت عظمة هذا النابغة الجبار بما خلفه في ميدان العلم والأدب من آثار نفيسة، ولا يعجبن القارئ ويتساءل عن الوقت الذي أتاح له فرصة التأليف، مع كثرة مشاغله الملقاة على كاهله، فهو أبرز رسل العلم والأدبفي الأسرة البستانية التي بعثها الدهر لتتسنم أرائك العرش العلمي والأدبي وتتوارثه كابراً عن كابر.
أما مؤلفاته النفيسة فكثيرة، وقد رتبت حسب سني إنتاجها.
عام 1926م: ألف 1 ـ (على عهد الأمير) وهي سلسلة حكايات تاريخية لبنانية.
عام 1927م: أخرج في هذا العام مجموعة من الروائع 2 ـ علي بن أبي طالب، نهج البلاغة، 3 ـالشعر الجاهلي، الثنفري، 4 ـ المهلهل، منتخبات شعرية، 5 ـ ابن بطوطة، تحفة النظار، 6 ـ امرؤ القيس، منتخبات شعرية، 7 ـ ابن عبد ربه، العقد الفريد، 8 ـ أبو العتاهية، الأب شيخو، 9 ـ المتنبي، المدائح والأهاجي، 10 ـ المراثي والمفاخر والحكم.
عام 1928م: أخرج مجموعة من الروائع: 11 ـ ابن خلدون، مقدمة المقدمة، 12 ـ ابن خلدون، العمران البشري على الجملة، 13 ـابن خلدون، القبائل والأمم الوحشية، 14 ـ أبو فراس، منتخبات شعرية، 15 ـ أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، 16 ـ الجاحظ، كتاب الحيوان.
عام 1924م: أخرج مجموعة من الروائع 17 ـ ناصيف اليازجي، منتخبات شعرية، 18 ـ بطرس البستاني، تعليم النساء، آداب العرب، 19 ـ ولي الدين يكن، فصول منتخبة، 20 ـطرفة ولبيد، المعلقتان، 21 ـ زهير، منتخبات شعرية، 22ـ عمرو والحارث، المعلقتان.
عام 1930م: أخرج 23 ـ لماذا، وهي قصة تاريخية لبنانية، 24 ـ النقد الأدبي، ومن الروائع: 25 ـ عنترة، منتخبات شعرية، 26 ـ الخنساء، منتخبات شعرية، 27 ـ الحطيئة، منتخبات شعرية.
عام 1931م: أخرج 28 ـ الرسالة الحاتمية، ومن الروائع: 29 ـ النابغة، منتخبات شعرية.
عام 1932م: أخرج من الروائع 30 ـ الأعشى، منتخبات شعرية.
عام 1933م: أخرج 31 ـ الحجر الكريم في أصول الطب القديم، ومن الروائع: 32 ـ كعب بن زهير، بانت سعاد، 33 ـ لبنان في عهد الأمراء الشهابيين بالاشتراك مع أسد رستم.
عام 1934م: أخرج 34 ـ بغداد عاصمة الأدب العباسي، ومن الروائع: 35 ـ حسان، منتخبات شعرية، 36 ـ الأدب العربي في آثار أعلامه بالاشتراك مع الأستاذ واصف البارودي وخليل تقي الدين (الجزء الأول).
عام 1935م: أخرج 37 ـ الأدب العربي في آثار أعلامه بالاشتراك مع واصف البارودي، وخليل تقي الدين (الجزء الثاني).
عـام 1936م: أخرج 38 ـ رصافـة هشـام ورقـة رشـيد، ومـن روائع: 39 ـ الأخطل، مدائح منتخبة،40 ـ لبنان في عهد فخر الدين (بالاشتراك مع أسد رستم).
عام 1937م: أخرج 41 ـ تاريح لبنان الموجز بالاشتراك مع أسد رستم، 42 ـ الفنون الأدبية بالاشتراك مع خليل تقي سعيد عقل، قسطنطين زريق، جبرائيل جبور.
عـام 1939م: أخـرج مـن الروائـع 43 ـ الأخطـل، أهـاجـي منتخبـة، 44 ـ المهلهل، منتخبات شعرية، 45 ـ تاريخ لبنان التمهيدي المصور بالاشتراك مع أسد رستم.
عام 1940م: أخرجمن الروائع: 46 ـ الأخطل، خمريات وأوصاف شتى.
عـام 1941م: أخـرج 47 ـ منجـد الطـلاب، ومـن سـلسلة الروائـع: 48 ـ الفرزدق، مدائح منتجبة، 49 ـ الفرزدق، أهاجي ومفاخر. 50 ـ جرير، مدح وغزل ورثاء، 51 ـ على عهد الأمير.
عام 1942م: أخرج من الروائع:52 ـ جرير، أهاجي ومفاخر، 53 ـ أبو العلاء المعري، رسالة الغفران.
عام 1946م: أخرج 54 ـ المجاني الحديثة، العصر الجاهلي.
عام 1947م: 55 ـلبنان ما قبل التاريخ، ومن الروائع: 56 ـ ابن بطوطة، تحفة النظار، 57 ـابن بطوطة، تحفة النظار، وهما طبعة ثالثة، 58 ـ ابن عبد ربه، القعد الفريد، 59 ـ ولي الدين يكن، فصول منتخبة، 60 ـ الأعشى، فصول منتخبة.
عام 1948م: أخرج 61 ـ مار مارون، 62 ـ حول المزود، بالاشتراك مع أمين نخلة وأحمد مكي.
عام 1949م: أخرج 63 ـ ديوان المعلم نقولا الترك، 64 ـ ومن الروائع: الشعر الجاهلي، 65 ـتاريخ لبنان التمهيدي المصور بالاشتراك مع أسد رستم.
عام 1950م: أخرج 66 ـ خمسة أيام في ربوع الشام، ومن الروائع: 67 ـابن بطوطة، تحفة النظار، 68 ـ ابن عبد ربه، العقد الفريد، 69 ـ ابن خلدون، مقدمة المقدمة، 70 ـ ابن خلدون، العمران البشري على الجملة، 71 ـ ابن خلدون، القبائل والأمم الوحشية، 72 ـ ناصيف اليازجي، منتخبات شعرية، 73 ـ بطرس البستاني، تعليم النساء، آداب العرب، 74 ـ طرفة ولبيد، المعلقتان، 75 ـ الخنساء،منتخبات شعرية، 76 ـ الحطيئة، منتخبات شعرية، 77 ـ النابغة، منتخبات شعرية، وكل هذه الروائع طبعت 2، 3، 4 مرات.
عام 1951م: أخرج 78 ـ المجاني الحديثة، عصر صدر الإسلام (2)، ومن الروائع:79 ـ امرؤ القيس، منتخبات شعرية، 80 ـ عمرو والحارث، المعلقتان، 81 ـ الأخطل، مدائح منتخبة، 82 ـ الأخطل، أهاجي منتخبة، وكلها طبعت مرات عدة.
عام 1952م: أخرجمن الروائع: 83 ـ إبراهيم اليازجي في اللغة والأدب، 84 ـ إبراهيم اليازجي، في التاريج والاجتماع، 85 ـ إبراهيم اليازجي، فصول علمية، 86 ـ كعب بن زهير، بانت سعاد، 87 ـمنتخبات شعرية، 88 ـ الأخطل، خمريات وأوصاف شتى، 89 ـ الأدب العربي في آثار أعلامه (بالاشتراك مع واصف البارودي وخليل تقي الدين)، 90 ـتاريخ لبنان الموجز، بالاشتراك مع أسد رستم.
عام 1953م: أخرج 91 ـ النهج الواضح في مبادئ الأدب وفنونه، ومن الروائع: 92 ـ سليمان البستاني، مقدمة الإلياذة جزء (2)، 93 ـ الفرزدق، مدائح منتخبة، 94 ـجرير، مدح وغزل ورثاء، 95 ـ النقد الأدبي.
عام 1954م: أخرج من الروائع: 96 ـ علي بن أبي طالب، نهج البلاغة (طبعة رابعة).
عام 1955م: أخرج 97 ـ مذكرات رستم باز، ومن الروائع: 98 ـ سليمان البستاني، إلياذة هوميروس، جزء (2)، 99 ـ الجاحظ، كتاب الحيوان، 100 ـ زهير، منتخبات شعرية،101 ـ عنترة، منتخبات شعرية، 102 ـ الفرزدق، أهاجي ومفاخر، 103 ـ جرير، أهاجي ومفاخر، وقد طبعت مرات، 104 ـ مهمة الجامعة في العالم العربي، بالاشتراك مع طه حسين وكامل عياد ونقولا باز.
عام 1956م: أخرج 105 ـ دائرة المعارف، المجلد الأول، ومن الروائع: 106 ـ أبـو فراس، منتخبـات شعريـة، 107 ـ الجاحـظ، كتـاب الحيوان (2)، 108 ـ المتنبـي، المدائـح والأهاجـي، 109 ـ المتنبـي، المراثـي والمفاخر والحكم، 110 ـالمنجد، وقد طبعت هذه بضع مرات.
الأديب الجبار: أما محاضراته ودراساته وترجماته العلمية والأدبية في اللغتين العربية والفرنسية فهي أكثر عدداً من مؤلفاته، وكلها في مواضيع شتى، أحكم بدائع آياتها يراعه البليغ وقريحته الجبارة الفياضة.
لقد دوى اسم النابغة المترجم في أنحاء الكون، وسطعت أنوار عبقريته الشامخة، ومازالت الحكومات والمعاهد تدعوه للاشتراك في المؤتمرات العلمية والأدبية، وهو يمثل لبنان خاصة والشرق العربي عامة بثقافته ومواهبه الفذة، ويلقى فيها كل تكريم وإجلال، وقد استحق جهاده تقدير الحكومات التي شملها علمه وأدبه، فانهالت عليه الأوسمة ليزدان بها صدر هذا النابغة الذي طوق جيد العلم والأدب بروائع آثاره الخالدة.
* * *