قاسم أبو الحسن الكستي
قاسم أبو الحسن الكستي([1])
الشيخ قاسم أبو الحسن
الكستي
(1840 ـ 1909م)
هو الشيخ قاسم أبو الحسن بن محمد الكستي، ولد في مدينة بيروت سنة 1840م ونشأ بها، وأخذ الآداب العربية عن أعلام عصره وتضلع في فنونها، وتعاطى التدريس مدة بين مواطنيه، كان مرشداً كبيراً، ومن أقطاب الشريعة، وقد ذاع صيته في الأقطار العربية، فكان نبراساً يقتدى بعلمه وفضله وأخلاقه.
شعره: جاءت قريحته بتأليف ديوانين من الشعر: الأول: ديوان (مرآة الغريبة)، والثاني: (ترجمان الأفكار)، وعدة أراجيز طويلة حسنة، منها أرجوزة تنيف علىمئة بيت، وصف فيها مكارم الأخلاق في النساء الصالحات، وأرجوزة في مدح القرآن الكريم.
كان شاعراً متين الأسلوب، بليغ الوصف، ومن تخميسه هذه القصيدة:
نأيت عن الأوطان لا ابتغي وفرا | وفارقت أهلي لا لشام ولا مصرا |
ولكن لأمر لم أجد معه صبرا | سرت ناقتي ليلاً فسبحان من أسرى |
إلى الساحة القعساء والحضرة الكبرى
| |
ولا برحت بالسير تخترق الفلا | كأن لها شوقي سرى وتحولا |
إلى أن ترامت بي إلى مركز العلا | وحطت حمول السير مثقلة علا |
أريكة باب دونه جبهة الخضرا
| |
هنالك نفسي صادفت غاية الرجا | ولست على ربع سواه معرجا |
وراحلتي لما تشكت من الوجا | أنخت بها والفجر سل على الدجا |
نصالاً فيا لله ذا الفجر ما أجرى
| |
وقد أدبرت منه النجوم وأقلعت | كقطعة طير من عقاب تروعت |
فقلت بتلك الحال عين توقعت | عجبت لضوء الفجر كيف تقشعت |
به مثقلات الغم عن منكب الغبرا
|
ومن غزله البديع قوله:
في صدغة فرع إذا ما سرى | نحو محياه فلا تعجبوا |
من عادة البدر على ما أرى | في ضوئه ينطلق العقرب |
وقال من المعنى الجيد:
يا بدر لا تعجب بحالي إذا | هجرتني ولم يصبني النحول |
فالغصن عند القطع غضًّا يرى | وبعد حين يعتريه الذبول |
وفاته: وفي سنة 1909م انتقل إلى رحمة ربه.
* * *