لميعة عباس
لميعة عباس([1])
هي شاعرة الآلام، وقد نظمت الشعر وهي في الخامسة عشر من عمرها، وكان أبوها يشجعها على الأدب فرعاها من الناحية الفنية والروحية الى جانب الرعاية الأبوية المفروضة عليه، وقضت الحاجة أن يغترب والدها في أميركا طلباً للرزق، فأرهفت إحساسها تجاهه تنظر اليه بعين (عبدتك أنت مثال الحنان)، وقـد صدمـت لميعـة فـي شعورها وبإحساسها عندما وافاه الأجل، فبكته بدمع لا ينضب ورثته بقصيدة رائعة.
تمتاز المترجمة بقوة الإرادة والصبر، فقد هوجمت وهي في مستهل حياتها الفنية، وعصفت حولها ريح الدمار، ولكنها أبت إلا تظل في ميدان الأدب والشعر، شاعرة راسخة القدم تريد أن تتحدى القدر، وقد وصفت شجرة وحيدة في الطريق فخاطبتها:
تمر السنون ويمضي البشر | وتبقين هازئة بالقدر |
تراقصك الريح في سيرها | ويغسل فرعك هامي المطر |
والشاعرة لميعة صديقة وفية لأميرة الشاعرات العربيات نازك الملائكة، استمدت منها عصر الألم المبعوث في شعرها، وتبعتها في فلسفة التشاؤم، ومن قولها في ذلك:
أساطير نمقها الحاقدون | وأشباح موتي تجوب القرون |
لتخنق أجمل آهاتنا | وتعبث فينا، فيا للجنون |
وهي في معظم شعرها تهيم في جو غامض تصف حياتها وفنها وحبها، فتقول:
ستمضي فمن لي بأن أمنعك | ستمضي فهل لي أن أتبعك |
فشعري وحبي وعمري سدى | إذا لم أمتع بعيشي معك |
وقد تأثرت بشاعرية المرحوم نسيب عريضة شاعر البؤس والألم، وانعكس كل ذلك في شعرها:
واعجباً يا نفسي كم تأبهين | لتافه الأشياء كم تألمين |
لكل قول كاذب تحزنين | ما ذاك يا نفس السبيل الأمين |
الروض والزهر وشتى الطيور | إلاك يا نفسي، فما تبتغين |
وتعتبر الشاعرة من رائدات النهضة النسائية في العراق، فقد عالجت مشاكل المرأة بمواضيعها المختارة عن الحجاب، فكانت داعية نساء العراق إلى نبذها.
زواجها: اقترنت هذه الشاعرة، ولعل ستار الألم ونزعة الشقاء قد زال وارتوت شفاها الظمئى وغيرت رأيها بقولها:
الناس مثل الدمى تنقاد صاغرة | والدهر كالطفل في لهو يحطمها |
* * *