لويس شيخو
لويس شيخو([1])
الأب لويس شيخو
(1895 ـ 1928م)
أصله ونشأته: هو أشهر من أن يعرّف، ولد في الخامس من شهر شباط سنة 1859م، في مدينة ماردين التركية، درس علومه الدينية والعربية والفرنسية في دير (غزير) اليسوعي في جبل لبنان، ثم انتظم في خدمة الرهبانية اليسوعية متجرداً من متاعب الحياة والأسرة، عازفاً عن بهارج الدنيا ليتفرغ لدراسة العلوم والأدب والتأليف.
رحلاته العلمية: تنقل في فرنسا وإنكلترا وألمانيا وإيطاليا والنمسا من مراكز العلم في المغرب، فدرس طريقة الغربيين في البحث والتأليف، واطلع على ما في خزائنها من كتب العرب، واستنسخ منها المخطوطات العربية النادرة، وتعرف على المستشرقين وأساتذة الجامعات، وأثناء إقامته في إنكلترا درس اللغة الإنكليزية فأتقنها، ثم أقام في باريس سنة واحدة حيث عثر في مكتبتها على تاريخ بيروت لمؤلفهصالح بن يحيى، وحضر بعض المؤتمرات التي عقدها بعض علماء المشرقيات في بلاد الغرب، وساح في بعض بلاد الشرق.
مواهبه العلمية: انصرف في بادئ عهده الى تعليم الآداب العربية في كلية القديس يوسف في بيروت، وألف خلال ذلك عدة كتب مدرسية ودينية، أهمها: 1 ـ(مجاني الأدب) في عشرة أجزاء استخرجها من كتب العرب، وشرحها شروحاً لغوية أدبية، وقد أصبحت معتمدة في جميع المدارس الطائفية والتبشيرية في سورية ولبنان وغيرهما.
ومن أهم مؤلفاته أيضاً:
2 ـ (مخطوطات الكتاب العرب المسيحيين) 3 ـ (زهرات الأدب العربي) 4 ـ (الآداب العربية في القرن التاسع عشر) في جزأين 5 ـ (أدباء النصرانية في العصر الاسلامي) ونشر مقالات في علم الأدب 7 ـ وله كتاب في الإنشاء والعروض والخطابة، وأخرج 8 ـ كتاب الألفاظ الكتابية للهمذاني 9 ـ وفقه اللغة للثعالبي، وذلك بحذف الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، فلاحظ عليهالعارفون من علماء المشرقيات المستعربين، فاضطر بعد ذلك إلى الرجوع عن هذه الطريقة في الكتب التي أحياها من أسفار العرب.
وأهم ما نشر من كتب المتقدمين والمتأخرين 10 ـ كتاب الهمز 11 ـ كتاب المسطر للأنصاري 12 ـ كتاب الكتاب لابن درستويه 13 ـ تهذيب الألفاظ ومختصره لابن السكيت 14 ـ حمامة البحتري 15 ـ طبقات الأمم لصاعد 16 ـ ديوان الخنساء 17 ـ وديوان أبي العتاهية 18 ـ ديوان الخرنق 19 ـأخت طرفة 20 ـ ديوان السـموأل 21 ـ ديـوان المتـلمس 22 ـكتـاب الأغاني للأصفهاني 23 ـ مقامات الحريري 24 ـ روايـة جديـدة مـن كليلـة ودمنـة 25 ـ شاكـر الراهـب القبطـي26 ـ تاريخ سعيد بن بطريق وملحقه لسعيد بن يحيى الأنطاكي 27 ـ تاريخمحبوب المنبجي 28 ـ فضائل الكلاب لابن المزربان وآصف نامة 29 ـومقالة في الضوء لأرسطو 30 ـ والآلات المنغمـة لمورسـتس 31 ـ والآلات المزمـرة لبنـي موسـى 32 ـوالكحلة لأبي محمد الصقيلي 33 ـ وشواعر العرب 34 ـومجموعة أربع رسائل لفلاسفة اليونان وغيرهم، يضاف الى ذلك عدة رسائل في الفلسفة والدين مما خلفه القدماء نشرها بالاشتراك مع أفاضل الأدباء من أهل رسالته، وقد خدم بهـذه الكتـب الآداب العربيـة أجـل خدمـة، وأحسن بما علـق عليها من الفوائد 35 ـ ورسائله وكتبه في تزييف الماسونية والحملة على رجالها 36 ـ وكتابه في المدارسالعلمانية اللادينية 37 ـ تاريخ الرهبانية اليسوعية 38 ـ تاريخ الطائفة المارونية في القرنين السادس عشر والسابع عشر 39 ـ وبيروت وآثارها وتاريخها، وغير ذلك من رسائله ومقالاته العربية والأدبية والعلمية في مجلة المشرق التي أصدرها سنة 1898م، عدا خطبه الدينية ومواعظه الروحية، وقد كتب في هذه المجلة منذ إنشائها، فأصدر بقلمه خمسة وعشرين مجلداً نشر فيها أولاً أمهات تآليفه، ثم استخرجها منها، وحرر مدة طويلة في جريدة البشير.
لقد راعى في كتبه نظام رهبانيته، فجاءت كتاباته إلا قليلاً أشبه بالدعايات المذهبية منها بكتب علمية مشتركة، تنشق ريح دينه في كل ما كتب ونشر، ولو خلت بعض أسفاره وبخاصة (شعراء النصرانية قبل الاسلام وبعده)، و(الآداب العربية في القرن التاسع عشر وبعده) من هذه النزعة لكانت في غاية من جودة التأليف لكثرة مادته وحسن تنسيقه.
مواهبه الأدبية: لم يرزق هذا العلامة ذوقاً عالياً في الأدب العربي، وظلت كتابته إلى أخريات أيامه كما كانت لأول عهده نمطاً واحداً لا تتناسب مع مقدرته على التأليف ووقوفه على أدب العرب والغرب وبعض علوم العصر، ولم يسلس الإنشاء العربي له قياده على ما كان يجب، وغريب ممن عاش بين كتب الفصحاء من العرب أن يظل بعد درس نصف قرن ضعيفاً في الإنشاء على كثرة ما قرأ وكتب، وأن تبقى ملكته الأولى في الأداء تتناوشه أحياناً.
وقضت عليه البيئة على ما يظهر أن يغمط حق العرب في مدنيتهم، وكان على الأغلب ينظر إليها من الوجه الذي لا يستحسن، ولذا يعد شعوبيًّا بأفكاره، لا صلة بينه وبين العرب إلا بما نشره عن آثار علمهم، وحذق من آداب لسانهم، وآخر أثر له من هذا القبيل أنه ذكر جملة من أدباء المسلمين في الربع الأول من القرن العشرين، لم يتجاوز في عدهم العشرات في الأمة العربية، مع أن من وضعوا المصنفات والتآليف الجيدة ولهم مكانة في الشعر والأدب لا يقلون عن ثلاث مئة عالم، وقد اعتذر بجهله أسماءهم، مع أنهم ممن اشتهروا بمصنفاتهم، ولا يصعب السؤال عنهم، ويستغرب أن لا يطلع مثله على أعمالهم.
وفاته: وفي الثامن من شهر كانون الثاني سنة 1928م وافاه الأجل في مدينة بيروت، ودفن فيها.
* * *