لويس المعلوف
لويس المعلوف([1])
الأب لويس المعلوف
(1869 ـ 1946م)
ولد في زحلة (لبنان) يوم 26 تشرين الأول سنة 1869م، وهو ابن نقولا ضاهـر نجـم، وأمـه مريـم إبراهيـم فرح، تلقى دراسـته فـي مدرستي الأسقفية واليسوعية، ثم في كلية بيروت مدة ستة أعوام ونال شهادتها من أساتذته سعيد ورشيد الشرتوني، ومن أترابه الفيكونت فيليب دي طرازي وندرة بك حبيب باشا قاطران.
رحلاته: سافر تلميذاً ثلاث مرات إلى أوروبا، درس فيها علومه العالية مدة عشر سنوات في خمسة أديار، وبعد إنهاء دراسته الفلسفية واللاهوتية سم كاهناً في مدينة ليون في 24 آب سنة 1901م.
جهوده العلمية: طالع كثيراً في المتحف البريطاني في لندن، وفي مكتبة (ليدن) في هولاندة، وفي المكتبة الأهلية في باريز، ونسخ بعض الكتب من مكتبة المتحف.
علم تسع سنوات في مدرستين يسوعيتين في مصر ولبنان، وجاء بيروت مديراً للدروس العربية في كلية الآباء اليسوعيين، مع إدارة دروس العلوم الشرقية للمرسلين، متولياً أيضاً إدارة شؤون جريدة البشير ورئيس تحريرها إلى سنة 1933م، مشتغلاً في تأليف معجمه العربي الشهير (المنجد) المطبوع سنة 1908م، وقد طبع خمس مرات في عشرين سنة، وأضاف إليه فصل (فوائد الأدب) في أمثال العرب، وكانت طبعته السابعة عام 1956م وزاد في صفحاته فبلغت ألف ومئتين، فكان تحفة علمية، ونشر في المكتبة الشرقية مقالات فلسفية لمشاهير العرب، ومن منشوراته في المشرق كتاب (السياسة) وهو أثر مجهول لابن سينا، وأقدم الخطوط النصرانية العربية لأسقف حوران (أبو قره) ونعيم الآخرة لمطراننصيبين، وتاريخ حوادث سورية ولبنان من سنة 1782م إلى 1841م، وأنشأ للتمثيل بعض الروايات، وألف كتاب في تاريخ آداب اللغة.
يتقـن المترجـم خمس لغـات: العربيـة، والفرنسـية، واللاتينية، واليونانية، والإنكليزية، وملم باللغتين السريانية والعبرانية.
ولم يقتصر همه على ثقافة الفكر واللغة، بل كان يهتم أيضاً بزراعة الأرض، فقد أنشأ في (بكفيا) جمعية لتجديد زراعة الجنائن، وإن عيد الزهور الذي يلاقي في كل سنة ذلك النجاح العظيم يرجع أصله إلى فكرته الأولى.
أخلاقه: كان هذا الراهب المتواضع ذا سعةٍ من العيش وبسطة في الجاه، فقد نشأ في حضن أسرة كريمة نابهة الذكر، إلا أنه عاف أباطيل الحياة مكتفياً من حطام الدنيا بلباس أسود، ومن قصورها بحجرة صغيرة، فكان كالكوكب الهادي بعيداً عن الناس، قريباً منهم، يدرس ويؤلف وينشر الحقائق الخالدة في الكتب وعلى صفحات الجرائد.
يوبيله الفضي: وقد احتفل بيوبيله الفضي في 22 مارس 1932م، ومنح وسام الشرف للاستحقاق اللبناني، وتبارى الخطباء في إطراء مواهبه.
وفاته: لقد سطعت مآثر هذا الراهب الزاهد العلمية والتعليمية في الأقطار الشرقية، وخدم العلم والفضيلة أكثر من نصف قرن، واستأثرت المنية بروحه في (غزير) يوم الثلاثاء 16 آب سنة 1946م.
p p p