محمد بديع خلوف
محمد بديع خلوف([1])
الفنان الغاوي الأستاذ محمد بديع خلوف الحموي
ولد الأستاذ محمد بديع بن رشيد بن محمد خلوف بحماة سنة 1914 ميلادية، وتكنى هذه الأسرة باسمين (خلوف والسيد)، وهي قديمة العهد بحماة، توفي والده خلال الحرب العالمية الأولى فعاش يتيماً، وكفله شقيقه الأكبر وكان يتعاطى التجارة بدمشق، فتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة عنبر.
كان والده عازفاً غاوياً على القانون وتولع المترجم بالفن الموسيقي منذ صغره، ثم تعاطى مهنة حياكة الأنسجة في معامل كسم وقباني بدمشق.
وقد تلقى علم النوطة على يد الأستاذين عبد اللطيف النبكي الحلبي عازف الناي المشهور وفؤاد محفوظ الموسيقار المعروف، وتمرن على نفسه على آلة العود حتى غدا عازفاً بارعاً وعالماً بتنطويط الموشحات وأوزانها والقطع الموسيقية بدقة وإتقان.
وأخذ الموشحات عن الفنان المرحوم منير جمعة ويحفظ الكثيرمنها، وتخرج على يديه أناس كثيرون أصبحوا أساتذة مرموقين، منهم مصطفى هلال، وغالب طيفور، وصبحي سعيد، وعبد الكريم الحنبلي، وغيرهم.
وكان أستاذاً في المعهد الموسيقي الذي أسس في عهد حكومة المرحوم الشيخ تاج الدين الحسني، وهو أحد مؤسسي المعهد الفارابي الموسيقي بدمشق سنة 1942م، وكان يذهب مع الفرقة الفنية إلى بيروت لإلقاء بعض القطع الموسيقية في برنامج الإذاعة اللبنانية، ولما أسست دار الإذاعة السورية عين عازفاً بالعود، ثم أنيط به أمر ربط القطع الموسيقية الغنائية بالنوطة، فقام بتنويط قطع الفنان المصري عبد الوهاب الصامتة، وقطعة (حلقة الذكر) لملحنها الفنان الأستاذ شفيق شبيب، وتنويط أدوار الشيخ سيد درويش، ويشهد المؤلف أن صاحب هذه الترجمة من أقوى الفنانين في علم التنويط، وقد كلفه فربط الموشح الشهير (رقص البان وغنى)، وهو من ألحان القباني الخالدة، ويعتبر معجزة فنية لصعوبته.
وقد اعتزل العمل الفني في سنة 1952م وانفرد لعمله الرسمي في مديرية المصالح العقارية.
* * *