جاري التحميل

محمد التميمي

الأعلام

محمد التميمي([1])

(1824 ـ 1924م)

هو الشاعر الموهوب محمد بن الشيخ أحمد التميمي، وأصله من مدينة الخليل بفلسطين، ومن ذرية تميم الداري، ولما احتل إبراهيم باشا القائد المصري البلاد العربية أعجب بمواهب والده الشيخ أحمد العلمية، فأخذه معه إلى مصر وعهد إليه بمنصب الإفتاء في الديار المصرية، وقد مات عن ولديه عبد الرحمن ـ وقدكان مبذراً متلافاً، فبدد ثروة والده الطائلة ـ، ومحمد وهو الشاعر الأديب.

عين المترجم موظفاً في ورشة التصليحات، وقد سافر إلى الأستانة، وكان يجتمع مع أفاضل الرجال، ومنهم الشاعر الأديب والخطيب الثوروي المشهور المرحوم عبد الله نديم أيام اختفائه بالقرشية عند المرحوم أحمد باشا المنشاوي، وكان النديم يسمي نفسه السيد علي الإدريسي اليمني زيادة في الحذر والاختفاء، ويجالسه كل ليلة ولا يدري حقيقته، وقد رابه شأن النديم المختفي، ولم يقم من المجلس إلا وهو موقن بأن جليسه في هذه السنوات هو عبد الله النديم، فلما رجع إلى بيته كتب إليه:

يا أيها الحبر الذي

كالبحر يبعد ساحله

من كان مثلك فاضلا

نمت عليه فضائله

وأرسل البيتين مع الخادم، فلما قرأهما النديم ارتاع وخشي على نفسه، فلما جنّ الليل وجاء التميمي على عادته لقيه بالعناق وكتم أمره.

أدبه: للمترجم التميمي قصائد كثيرة، وهو أول من أبرز رواية بالعربية وسماها (أم حكيم)، وأما سبب تسميته (بالمعمر) فإنه تولى عمارة مسجد وضريح سيدي فخر الدين ببلدة طوح مزيد، وكانت العمارة ينفق عليها من دائرة أزواج الخديوي إسماعيل باشا.

وفاته: لقد أربى على المئة من عمره، فتكون ولادته واقعة في عام 1824م على وجه التقدير، وقد انتقل إلى رحمة ربه في عام 1924م، ودفن في القاهرة.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/430 ـ 431).

الأعلام