محمد عبد الوهاب الجندي
محمد عبد الوهاب الجندي([1])
الشاعر الفنان العلامة الشيخ محمد الجندي العباسي المعري
أصله ونشأته: هو المرحوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد الجندي العباسي المعري، ولد في معرة النعمان سنة 1211 هجرية ـ 1792 ميلادية، نشأ بكنف والده بمهد العلم والفضائل، تولى منصب الإفتاء بالمعرة مرتين وبحمص مرة، وكان عالماً جليلاً مثقفاً نبيلاً أدبياً وقوراً وخبيراً باللغة التركية، أخذ العلم عن أبيه وأعلام عصره.
مؤلفاته: له مؤلفات تعلن بفضله وسعة علمه، فمن المنثور: المولد النبوي الشريف، والموعظة الحسنة، وشرح (قينا قينا) وهي لعبة للأولاد، وشرح (يا اشميس اطلعي لي)، وهي أنشودة على طريق السادة الصوفية أتى فيها بما يدهش الحجا ويذهل الأبصار، ومن المنظوم: البديعية والتخاميس والتشاطير الباهرة والموشحات البديعة وأسئلة وأجوبة شعرية، وله غير ذلك تعاليق عديدة في الفقه والعلوم العربية، وهذا موشح بديع من نظمه وألحانه من نغمة البياتي:
شقيق البدر ما آنا | لمضناك الوصول طابا |
أدر راحاً وريحانا | على نقل الأصول |
عقود المبسم الدري | بها نور الهلال غابا |
جلت عن راشف الثغر | رحيقاً كالزلال |
رأينا خالها العطري | به ماء الجمال سابا |
وشمس الوجه بالبشر | تسامت عن أفول |
ألا يا ربة الخال | فؤادي بالنوى ذابا |
وما المفتون كالخال | لدى شرع الهوى |
سقامي من ضنا حالي | بآلام الجوى نابا |
ومن سجاياه البارزة أنه كان رحمه الله يكره الملق والرياء، فلما مر إبراهيم باشا الفاتح المصري بمعرة النعمان ونزل فيها؛ استقبله أهلها، فتطوع بعض علمائها بالطعن بالمترجم، فسأله إبراهيم باشا عن رأيه بفلان وفلان، فقال: إنهم أشرف مني و أفضل، فتعجب من جوابه، ونظر إلى من حوله وقال: هذه هي الأخلاق المثالية الفاضلة، يزكونه بالطعن حسداً، ويزكيهم بالمدح غبطة، يريدون به شرًّا، ويريد بهم خيراً، وقال له: أنت سيد قومك، وأبلغ حساده أن يتلقوا منه مكارم الأخلاق، فندموا على ما فرطوا بحقه.
وفاته: وفي يوم الإثنين السابع من شهر شوال سنة 1264 هجرية ـ 1845 ميلادية توفي إلى رحمة ربه، ودفن في مقبرة أسرته المعروفة في المعرة بالجهة الغربية، وأعقب العالم الشهير والشاعر الفنان المرحوم أمين الجندي الذي تولى منصب الإفتاء بدمشق.
* * *