جاري التحميل

محمد أبو الجود الخانقاه

الأعلام

محمد أبو الجود الخانقاه([1])

(1805 ـ 1874م)

هو العالم والشاعر المتفنن المرحوم محمد أبو الجود بن مصطفى الخانقاه، وأصل هذه الأسرة من بلاد العجم، استوطنت حمص منذ أكثر من خمسة قرون، ومعنى الخانقاه: المولوية، وقد تحور لقب العائلة من (خانقاه) إلى (خانكان)، وقد تزوج الجد الأعلى للأسرة الجندية الحمصية المرحوم محمد الجندي بامرأة من أسرة الخانقاه المشهورة بتراثها، وورث منها عقارات كثيرة.

لقد أضاع الوارثون ما خلفه أعلام هذه الأسرة من تراث علمي وأدبي، فلم أستطع العثور إلا على النذر اليسير الذي يدل على تاريخه وعلمه وفضله.

مولده ونشأته:ولد في حمص سنة 1805م، وتلقى العلم على شيوخ عصره، والأدب على الشاعر الخالد المرحوم الشيخ أمين الجندي الحمصي، وكان يسكن في بيت مجاور لبيت أستاذه، ومازال أحفاد هذين الشاعرين يسكنون متجاورين، واشتهر الشاعر المترجم بأنه كان الكاتب الخاص للشاعر الشيخ أمينالجندي، فقد اصطفاه وقربه لذكائه ونجابته.

ومن المعروف أن كثيراً من علماء الأسرة الأتاسية، ومنهم العلامتان إبراهيم وطاهر الأتاسي ـ رحمهما الله ـ قد تلقوا العلم عنه.

نزوحه إلى دمشق: كان للمترجم شقيقة متزوجة بأحد أفراد أسرة مراد الحمصية المستوطن بدمشق، وقد زار دمشق فأعجبته بيئتها العلمية وربوعها الخلابة فاستوطنها واتصل بأعلامها وأدبائها، وكان عزيز النفس ذا إباء وشمم، ومن نظمه قصيدة يمدح بها الرسول الأعظم ﷺ نقتطف منها قوله:

وذو افتقار ولكن فيك كل غنى

رجوته كرماً لم أرض بالدون

وذو احتياج ولكن قاطع أملي

عن كل من في الورى لا شك تغنيني

وذو خطوب ولكن أنت تكشفها

وذو عار ولكن أنت تكفيني

وذو ذنوب ولكن أنت تشفع لي

وذو علال ولكن أنت تشفيني

شعره الفني: لقد دان الشاعر المترجم بمذهب أستاذه الشاعر المتفنن المرحوم الشيخ أمين الجندي الذي مازال أهل الفن يرددون موشحاته وقدوده الخالدة، فأخذ عنه الأدب وفن الموشحات والقدود، وهذه بعض مقاطع من موشح من مقام الحجاز:

زها بدر التمام

على الغصن الرطيب

في حندس الظلام

وخمرنا يطيب

يا يوسفي الحسن

إلام ذا الهجران

صل مغرماً بالحزن

يعقوب ذو الأحزان

ها أدمعي من جفني

حكت سنا المرجان

واحسرتي من عيني

صبًّا غدا كئيب

وفاته: كان يدعو إلى ربه أن يوافيه الأجل بدمشق، وفي سنة 1874م وافته المنية ودفن فيها.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/66 ـ 67).

الأعلام