محمد بن أبي الحكم الباهلي
محمد بن أبي الحكم الباهلي([1])
الطيب المتفنن أبو المجد محمد بن أبي الحكم الباهلي
في عهد الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أنشأ البيمارستان الكبير بدمشق، وجعل أمر الطب فيه إلى أبي المجد بن أبي الحكم بن عبد الله بن المظفربن عبد الله الباهلي، وأطلق السلطان يده في إدارته وأمر الجباية فيه، فكان صاحب هذه الترجمة يتردد اإلى البيمارستان كل يوم، ويعالج فيه المرضى، ويفتش أعمال العمال فيه، ويراقب توزيع الجراية وطعام المرضى، وكان يقدم في البيمارستان أشهى المآكل وبين يديه المشارفون والقوام لخدمة المرضى، وكان جميع ما يكتبه لكل مريض من المداواة والتدبير لا يؤخر عنه ولا يتوانى في ذلك، وكان بعد فراغه من زيارة البيمارستان وطلوعه إلى القلعة وافتقاده المرضى من أعيان الدولة يأتي ويجلس في إيوان البيمارستان الكبير وجميعه مفروش، ويحضر كتب الأشغال، وقد وقع في شهر شعبان من سنة 597ﻫ زلزلة في مصر امتدت إلى دمشق فرمت بعض المنارة الشرقية بجامع دمشق وأكثر حي الكلاسة والبيمارستان النوري.
فنونه: كان رحمه الله مولعاً بالفن الموسيقي عليماً بقوافيه يعزف بآلة العود، وقد عمل (أرغناً) واشتهر أمره كفنان نابغ، وكان من الحكماء والعلماء وإماماً في الصناعة الطبية وفي علم الهندسة وعلم النجوم، ذا مكانة لدى السلطان.
وفي سنة 505ﻫ ـ 1086م مات بدمشق ودفن فيها رحمه الله.
* * *