جاري التحميل

محمد حميدة

الأعلام

محمد حميدة([1])

الشيخ محمد حميدة

(1833 ـ 1902م)

هو الشيخ محمد المشهور بالشيخ حمدو حميدة بن عبد المجيد النيربي المعروف بالناصر، ولد سنة 1833م، وتلقى علوم عصره في مدرسة القرناصية، كان يتردد إلى إدلب وكفر تخاريم وحارم ودير كرش ويمدح أغوات هذه البلاد ويصلونه مع عزة نفس وكرم طبع، كان أصماً وله ديوان شعر، بارعاً في التشطير والتخميس، ومن تخاميسه الفائقة التي يتغنى بها قوله:

شهيّ اللمى تحكي الأزاهر ثغره

وهيهات طيب المسك يعدل نشره

فإن زارني بدري وأطهر بشره

أقول له والليل قد مدّ شعره

علينا وقد نامت عيون الحواسد

فها أنا قد أنفقت فيك وسائلي

ولم تك يوماً عن ودادي بسائلي

وناديت لما أن تنائت عواذلي

ترى عن يقين أنت عندي مواصلي

بغير رقيب بعد ذاك التباعد

فيا ويح قلب في هواك تفطرا

من الوجد والتبريح للعظم قد برى

وحالي لا تخفى عليك كما ترى

فقال وقد مالت به سنة الكرى

وشرب الحميا وهو في طي ساعدي

لقد آن أن تلقى لدي تعطفا

وتشفى أسقاماًدعتك على شفا

فدونك ما تهوى ترى الدهر منصفا

خذ الحظ واغنم من زمانك ما صفا

فما كل وقت دهرنا بمساعد

ومن منظوماته التي أجاد فيها تخميس بردة البوصيري، ومطلعها:

مالي أراك حليف الوجد ذا ألم

وساجي الطرف ترعى النجم في الظلم

تالله يا من غدا في حيز العدم

أمن تذكر جيران بذي سلم

مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أم من تباريح أشواق ملازمة

لمهجة يهوى الأحباب عائمة

ولوعة منهم للقلب صارمة

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة

وأومض البرق في الظلماء من إضم

وشطر قصيدة بدر الدين بن النقيب:

لي عند خديك أقساط من القبل

من أجلها عاد مني القلب في وجل

وأنت ذو دولة في الحسن واسعة

فوفنيالبعض ممّا لي من الخجل

ولا تخلني على ما كان منكسرا

من طرف أحور يسبي الغصن بالميل

ولا على من يصيد الأسد في شرك

من الجفون ولا المرضى من المقل

توفي في كفر تخاريم من أعمال حلب سنة 1902م فدفن فيها.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/24 ـ 25).

الأعلام