جاري التحميل

محمد رضا الشبيبي

الأعلام

محمد رضا الشبيبي([1])

معالي الشيخ محمد رضا الشبيبي

(1888م)

هو نابغة النجف الأشرف في هذا العصر، وشاعر عالم حكيم بن شاعر وعالم، أنجبه بيت دين وأدب، وهو القائل: الشعر شعور تجيش به النفس، ويصدر عن القلب.

ولد في النجف الأشرف يوم الإثنين في 6 رمضان 1306 ﻫ ـ 1888م، ودرس في مدارس الحاضرة الكبرى، ثم اشتغل بنفسه وانصرف إلى الدرس، فكانت فطرته أكبر معلم ومخرج له، وخاصة في الحكمة والشعر والنقد والبلاغة، وهو من حذاق الفلسفة الشرقية وتاريخها، ومن أقطاب الحركة الفكرية والنهضة الوطنية في بلاد الرافدين، وقد انتدب لأداء مهمة خطيرة في الحجاز أثناء انعقاد مؤتمر الصلح سنة 1918م، ثم أتى الشام وظل فيها إلى أن نشبت الثورة في العراق، ففارق دمشق بطريق البادية يوم الأربعاء في 27 تشرين الأول سنة 1920م.

آثاره العلمية: 1 ـ (تاريخ الفلسفة) من أقدم عصورها إلى اليوم، ولا سيما الفلسفة العربية. 2 ـ(أدب النظر في فن المناظرة). 3 ـ (تذكرة ) في نعت ما عثر عليه من الكتب والآثار النادرة. 4 ـ فلاسفة اليهود في الإسلام. 5 ـ المسألة العراقية. 6 ـ تاريخ النجف. 7 ـ المأنوس من لغة القاموس. 8 ـديوان الشبيبي.

شعره: لقد كان لشعره الأثر البارز في نهضة الأمة، وإحياء ملكة البلاغة والبيان، والمعروف عنه أنه لا ينظم الشعر إلا متأثراً فتجيء قصائده حساسة حية تعبر عن وثبات النفس ونزعاته السامية، ومن قوله في هذا الصدد.

ليس هذا الشعر ما تروونه

إن هذي قطع من كبدي

نثره: أما نثره فلا يقل عن شعره في مرتبة الفصاحة والبلاغة.

وله جريدة رائعة عنوانها (بين العراق والشام)، نظمها إبان وجوده بدمشق، وقد حن إلى وطنه بلهف واشتياق، قال:

ببغداد اشتاق الشام وها أنا

إلى الكرخ من بغداد جم التشوق

فما أنا في أرض الشآم بمشئم

ولا أنا في أرض العراق بمعرق

هما وطن فرد وقد فرقوهما

رمى الله بالتشتيت شمل المفرق

إذا قمت نصب العين يا عهد تدمر

ذكرت أدكارالطيف عهد الخورنق

وهل بلد أولى من الشام بالهوى

وبالحب أجدر في دمشق وأعلق

رهنتك يا بغداد قلبي ومن تكن

رهينته قلباً ببغداد يعلق

علا الشيب آمالي ولم يمل عارضي

وبيّض قلبي قبل تبييض مفرقي

إلى الآن لا يستملح الشعر إن علا

ولا يستجاد القول إن لم يلتق

قريض طلول عافيات وأربع

وشعر جمال سائرات كأبرق

مقيدة أبوابه وفنونه

وأدهى دواهي الشعر تقييد معلق

ويارب حسناء الأعاريض تتقي

وتهجر كل الهجر إن لم توافق

إذا لم يجئك الشيءعفواً تحامه

وإن لم يسعك الخلق لا تتسلق

في الوزارة: تولى وزارة المعارف خمس مرات، أولها في عهد المرحوم الملك فيصل الأول سنة 1924م، ثم في السنوات 1925م، 1938م، 1941م، 1948م، وانتخب نائباً في المجلس النيابي العراقي في أكثر دوراته، وصدرت الإرادة الملكية بتعيينه عضواً في مجلس الأعيان مرتين، الأولى سنة 1939م وانتهت سنة 1941م، والثانية سنة 1954م، وانتخب لرئاسة مجلس النواب مرتين: سنة 1937م، و1943 ـ 1944م، ثم انتخب رئيساً لمجلس الأعيان سنة 1937م، ورئيساً للمجمع العلمي العراقي سنة 1937م، ورئيساً لنادي القلم، وانتخب لعضوية المجمع اللغوي في القاهرة سنة 1949م، ولعضوية المجمع العلمي بدمشق سنة 1921م، وقد قل نظمه لانهماكه في الحقل السياسي.

واقترن سنة 1924م وأنجب أربعة أولاد، ويعتبر معاليه من أفذاذ الرجال في تاريخ العراق.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/181 ـ 182).

الأعلام