محمد سالم العجوز
محمد سالم العجوز([1])
(1804 ـ 1922م)
مولده ونشأته:هو المطرب الشهير والمبدع الكبير، ذو الصوت الشجي الجوهري المتموج المرحوم محمد بن الشيخ سالم المصري، ولد سنة 1804م، وعني والده بتعليمه القرآن الكريم، فحفظه ترتيلاً وتجويداً، اشتغل بالتجارة، فكان يبني البيوت ويبيعها، وقد جمع ثروة طائلة بددها في الإسراف وكثرة تعدد الزوجات.
صوته: كان صوته مكوناً من ثلاثة دواوين كاملة، وهي موهبة عزّ نظيرها في غيره من المطربين، ولم يستطع أحد من معاصريه مجاراته، وقد اعترف له المرحوم عبده الحمولي، فقال: أحسن الأصوات في مصر صوتان: (سالم) في الرجال،و(ألمز) في النساء، ويغني بصوته الرخيم الأدوار بدون مساعد، فكان منشداً جاوز حد الإبداع.
أخذ أكثر ألحانه عن الشيخ محمد المسلوب، وكاد يبذه لولا ما نقله الحمولي من الألحان التركية التي لعبت دورها في نبوغه، ولكنه فاق الحمولي في تلحين القصائد، وقد غنى في أفراح الأمراء.
كان يجيد العزف على العود، عليماً بقوافي الأوزان ويضرب على الرق، وكان يطلق على الموسيقى في أواخر عهده عصر الموسيقى الذهبي.
أطواره: كانت له شهرة عظيمة، وبقدر ما كسب من مال، فقد صرفه بلا حساب ولم يفكر بمصير شيخوخته، حتى اضطر في آخر أيامه أن يطوف بالمقاهي مستجدياً، وساءت حالته لدرجة أن رتب له بنك مصر راتباً يستعين به على تأمين إعاشته، وقد أشفق به أحد عارفيه من الكبراء، فأقام له حفلة ليساعده بدخلها، وقد غنى سالم العجوز بنفسه في هذه الحفلة، كما غنت فيها المطربة ام كلثوم، وكانت تأخذ مكانتها في عالم الطرب.
وفاته: يعتبر من المعمرين، إذ مات عن 118 سنة.
* * *