جاري التحميل

محمد سعيد العامودي

الأعلام

محمد سعيد العامودي([1])

(1906م)

مولده ونشأته:ولد في مكة المشرفة عام 1324ﻫ ـ 1906م، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة بعد أن درس فيها العلوم الدينية والعربية وشيئاً من الرياضيات، ثم التحق بوظائف الحكومة من أوائل العهد السعودي، وخلال ذلك كان يواصل الكتابة في مختلف الصحف والمجلات المحلية والعربية، كأم القرى، وصوت الحجاز بمكة، وجريدة المدينة المنورة، ومجلة المنهل بالمدينة، وجريدة الشورى بالقاهرة، والسياسة الأسبوعية بها، وقد فاز بجائزة مجلة الهلال للشعر عام 1933م، ونشرت قصيدته الفائزة بعنوان (الزمن والإنسان)، وهي مترجمة عن قصيدة إنكليزية كانت مجلة الهلال اقترحت على شعراء العالم العربي في ذلك العام نظمهاباللغة العربية، ففاز بالجائزة المترجم، وفاز بها كذلك الأستاذ عادل الغضبان.

في الوظيفة: اختير عضواً لمجلس الشورى السعودي منذ عام 1952م، وظل به ثلاث سنوات، ثم طلب إحالته على التقاعد فأجيب إلى طلبه، وتفرغ بعد ذلك لعمله رئيساً لتحرير مجلة الحج الملكية، ولا يزال بها للآن.

نشرت له الصحف عشرات المقالات والبحوث والأقاصيص والقصائد في مختلف الموضوعات.

آثاره: أصدر كتابه (من تاريخنا)، وله مجموعة مؤلفات مخطوطة أخرى ما يزال حريصاً على نشرها.

ويعكـف الآن علـى تأليـف كتابـه (أعلام المكيين)، وهـو تراجم موجزة للمشهورين من علماء وأدباء مكة وحكامها منذ العصر الجاهلي حتى الآن.

خدماته الاجتماعية: اشترك في عام 1374م في احتفالات البرلمان الإيراني في طهران مندوباً عن مجلس الشورى، وكان أحد مؤسسي جمعية مشروع القرش في المملكة السعودية، غير أن هذه الجمعية لم تدم سوى تأمين اثنين فقط.

وكان من مؤسسي لجنة تنشر مخطوطات تواريخ الحرمين في عام 1367ﻫ، ولكن لم يكتب لهذه اللجنة البقاء، وهو عربي النزعة، سعودي الميول والاتجاهات، مكين في أطواره، مؤمن بعروبته إيماناً شديداً، ولا يرى تعارضاً بينها وبين الفكرة الإسلامية.

شعره: هو شاعر ملهم، جمع في قصائده أشتات المعاني، يمتاز بقريحته الفياضة وسحر بيانه وبلاغة منطقه وسلاسة أسلوبه، ومن بليغ شعره قصيدة بعنوان (على ضفاف جدول)، وقد أبدع في الوصف، نقتطف بعض أبيات منها:

جدول الماء قد أهجت بكائي

وعويلي وزدت من بُرحائي

وكأن الدموع آلت بأن

تشبه ما فيك من غير ماء

أنت أذكرتها الغرام فسالت

إن ذكرى الغرام أصل بلائي

إن ذكرى الغرام داء عضال

منتهاه لمحنة وشقاء

إن ذكرى الغرام بؤس ولكن

هو سر الهوى دليل الوفاء

جدول الماء أنت مغنى الأماني

أنت موحي خواطر الشعراء

أنت سر الحياة للعاشق

الهائم أنت العزاء للبؤساء

ما بكائي على ضفافك إلا

من سروري وبهجتي وهنائي

ودليل على سرور المحبين

بكاء، كذاك كان بكائي

ولما وقعت حوادث سورية في عهد الانتداب الفرنسي جادت قريحته المتقدة بقصيدة عامرة عنوانها: (ظلموك يا أم المدائن)، وقد تجلى فيها روائع إلهامه الشعري، قال:

القوم قومك والبنون بنوكِ

والطامحون إلى العلا أهلوك

إن جدَّ جدُّ الأمر يا (سورية)

فهم الذين جنودهم تحميك

وإذا الوغى قد صاح صائحها فلا

تدعو الوغى إلا وقد جاؤوك

المقدمون ولم يكن بالممترى

في بأسهم كلّا ولاالمشكوك

الحافظون ذمار أمة يعرب

وطنية بجلالها وسموك

ومنها:

أين الحضارة والتمدن ينظرا

ن بأرض (جلق) للدم المسفوك

أين الحضارة والتمدن يحكما

ن حيال هذا المنهج المسلوك

ومنها:

يا شام حسبك مفخراً في الشرق أنْ

نَ بنيك قد نهضوا لكي يرضوك

إن الرجال اليوم أقبل جمعهم

متهافتين لكل من يرميك

الثائرون أيا دمشق شعارهم

الحزم والإقدام: مذ جاؤوك

ومن روائع نظمه النشيد العربي، وفيه أبلغ المعاني القومية:

نحن عُربٌ نحن سا

داتُ العلا والمدنية

عَلِم الناسُ جميعاً

أننا أهل الحمية

* * *

نحن عُربٌ بالإسلام

قد سُدنا البرايا

كم غزونا في سبيل الـ

ـمجد، كم خضنا المنايا

فاسألوا التاريخ عنا

واسألوا تلك السجايا

نحن عُربٌ نحن في

تلك العصور الذهبية

قد حكمنا قد نشر

نا العدل بين البشرية

* * *

إيه يا أبناء عدنان و

يا نسل الأباة

آن أن نخطو بأقدا

مٍ وحزم وثبات

فانهضوا كي يعلم (الغـ

ـرب) بأنا في الحياة

أمةٌ تنشدُ تحقيق

(الأماني العربية)

وتريد (الوحدة الكبرى)

وتأبى (العنصرية)

* * *

بالندى يا أمتي ـ بالخلُـ

ـق الزاكي السجيح

وبتلك الهمة الشَّماء

والعلم الصحيح

تسامى للعلا، والفو

ز بالحق الصريح

أمةٌ طامحةٌ ترغب

أن تحيا قوية!

أمةٌ تشعر في الدنيا

بحق (الأسبقية)!

* * *

نحن في عصرٍ شعارُ

الكل فيه للأمام

لم يفز فيه سوى السا

عي بعزم واقتحام

فانهض ـ يا أمتي ـ في

ظل ذياك الهمام

إنَّه رمز أمانينا

سعود للقضية

ملك العرب الذي حا

ز الخلال العبقرية

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/505 ـ 507).

الأعلام