محمد العاقل
محمد العاقل([1])
المتفنن الموهوب الأستاذ محمد العاقل
هو الأستاذ محمد العاقل بن المرحوم عبد الحميد من أسرة العاقل المعروفة بدمشق، ولد بحي القيمرية سنة 1918م، وتعلم القراءة والكتابة في المدرسة الأمينية المحسنية حتى الصف الرابع، ثم تعلق بالفن وأخذ بالسمع من الأسطوانات الأدوار والقصائد والموشحات، وحفظها بإتقان، وتلقى الموشحات وأوزانها عن الفنان المرحوم عادل العجمي الطرابلسي ـ المشهور بضرب الإيقاع بشكل فريد وأسلوب نادر ـ الذي كان يتنبأ للمترجم بمستقبل فني باهر، وينوه بأنه خليفته في هذا المضمار.
ولما حضر الفنان المصري أمين عطا الله إلى دمشق قبل سبع وعشرين سنة تعرف على المترجم، وتفرس فيه الذكاء والمواهب الفنية الفطرية، فرغبه بشتى الوسائل وأخذه معه إلى مصر، واشتغل بفرقته (كمطرب) مدة ثلاث سنوات، وهناك التقى بالفنانة المصرية (شفا ماهر)، فراعها صغر سنه، ودفعتها عوامل الشفقة والحنان للاعتناء بأمره، وتولت شؤونه، وعادت به إلى دمشق، ثم سافر وإياها إلى مصر ثانية واشتغل بفرقة المرحوم نجيب الريحاني مدة سنتين (كمطرب)، وبعد ذلك عاد إلى لبنان واشتغل في إذاعة بيروت مدة سنة، ولما فتحت دار الإذاعة بدمشق كان ومازال ضابطا للإيقاع في فرقتها الموسيقية.
فنه وألحانه: وهب الله المترجم الصوت الجميل، وهو يستطيع إخراج الدور لوحده ويحفظ الكثير من القصائد والأدوار والموشحات، ويرتل القرآن الكريم ويجوده بإحكام، ويتنقل بين النغمات ويصورها بانسجام، وقد لحن ما يزيد عن الثلاثين قطعة غنائية، وأشهرها منولوج (حبيبي غاب) ومنولوج (سهران معك يا قمر) وموشح (اسقني في يدك)، وتغني هذه القطع المطربة المشهورة سعاد محمد، واشتهرت في الأوساط الفنية، ومن مزايا هذا الفنان أنه يكمل اللوازم الإيقاعية التي تفنن فيها على الرق.
يتقن المترجم العزف على آلتي العود والطنبور بشكل قوي، وتلقى علم النوطة على الأستاذين فؤاد محفوظ وصبحي سعيد، ويحفظ النوطة الإيقاعية وينوط لنفسه ألحانه، وهو من الفنانين الذين يفتخر بمواهبهم.
* * *