محمد عبد الكريم المرعي([1])

العازف البارع الأستاذ محمد عبد الكريم المرعي الحمصي
المشهور بأمير البزق

أصله ونشأته: هو الأستاذ محمد عبد الكريم بن علي المرعي، ولد بحي الخضر في حمص سنة 1905م خلافاً لما ورد في تاريخ الموسيقى الشرقية لمؤلفه الأستاذ عبد المنعم عرفة المصري بأنه ولد في لبنان، تعلم هذا الفنان القراءة والكتابة في المدرسة الإنكليزية في باب السباع بحمص، وهي قريبة من حي الخضر، ولما توفي والده كان في الثامنة من عمره، فكفله شقيقه الكبير سليم المرعي، نشأ في بيئة فنية، فكان أبوه عازفاً على العود والبزق، وتولع المترجم بالفن فتلقى عن أخيه المذكور العزف على آلة البزق، وتمرن حتى برع واشتهر، وهم من فصيلة الغجر الجوالة للارتزاق من وراء العزف.

رحلاته: وفي سنة 1925م رحل إلى مصر وبقي فيها مدة سنتين، وقد استفاد من الاستماع، فحفظ ما استهواه قلبه من القطع الصامتة والغنائية، ثم سافر في عام 1928م إلى ألمانيا وأقام فيها مدة سنة لتسجيل الأسطوانات في شركة أوديون، وأقام في إيطاليا وفرنسا فترات لأعمال فنية، وفي سنة 1944م سافر إلى إنجلترا لتسجيل قطعاته في محطة إذاعة لندن.

مواهبه الفنية: يعتبر هذا الفنان من أمهر العازفين على آلة البزق، وقد اجتمع خلال رحلاته في أوروبا بأشهر الفنانين العالميين، وزار مصر وتعرف على فنانيها، درس علم النوطة على الأستاذ يوسف البتروني ويستطيع عند الاضطرار تنويط ألحانه بنفسه، ولكن قوة ذاكرته أسرع بالأخذ من التنويط، وتساعده الآلة على الاستنباط فتنطبع الحركات الموسيقية بمخيلته، فتخرج نغمات ألحانه شجية ساحرة.

وصاحب هذه الترجمة هو من مؤسسي محطتي الإذاعة في القدس والشرق الأدنى، وكان يترأس الفرق الموسيقية ويعزف الصولون من قطع وتقاسيم على البزق، وفي عام 1948م عين عازفاً في محطة إذاعة دمشق، ومازال يعمل فيها حتى الآن.

ألحانه: لقد أنتج الكثير من الألحان الصامتة والغنائية، واشتهرت قطعاته السماعيات واللونغا والفالس، وهو أول فنان لحن التانغو والسيراناد، وأشهر قطعاته (يا جارتي ليلى) وهي من نظم الأستاذ جلال زريق، ومن قطعاته (آلام الطير) و(سعاد ) و(يا زهرة زانت أعالي البطاح) وهي من وزن التانكو و(غرد على الأغصان ) و(قمر العاشق).

أحوالـه الخاصة: لقـد آثر حيـاة العزوبة، فهـو مـع خفة روحه يحب المرح والانطلاق تستهويه نشوة بنت الحان بين الندمان، أنيس المعشر، قصير القامة، فهو كخشف الغزال بين الرجال.

*  *  *