محمد عثمان
محمد عثمان([1])
(1855 ـ 1900م)
هو المرحوم محمد عثمان بن الشيخ عثمان حسن المدرس بجام582 ـ مح ع السلطان أبي العلاء، ولد في القاهرة عام 1855م، واشتغل في صنعة البرادة للارتزاق منها، ولما آنس في نفسه شدة الميل إلى الغناء اشتغل وهو صغيراً في تخت الرشيدي، ولما تمكن من الفن صار رئيساً على تخت المنسي الكبير، كان ملحناً مجيداً ومخترعاً متضلعاً، وعازفاً بارعاً على العود، عليماً بقوافي الأوزان، أخذ الفن على أعلام الفن في عصره، وتمكن من تلحين الأدوار والموشحات الخالدة، ثم ألف بنفسه فرقة موسيقية، وشاء القدر أن يقسو عليه فيفقد موهبة صوته، فلم يتطرق اليأس إلى قلبه، فحصر جهده في التلحين وابتكر طريقة (الهنك)، وهي الأخذ والرد في الغناء بأسلوب تألفه الأسماع ليستريح فترة ويستعد لمتابعة الغناء.
وقد زار الأستانة مع زميله عبده الحمولي واجتمعا بأساطين الفن من الأتراك واستفاد من الفنون التركية، وكان في أخريات عمره واضع معظم الألحان، لم يخلفه في أسلوب تلحين أدواره أحد، وكان عبده الحمولي يأخذ ألحانه ويكسوها جمالاً فنيًّا.
كان صلب العود، لا يقيم وزناً لأي فنان سوى عبده الحمولي لاعتداده بسمو فنه، وكان بينهما منافسات اشتد أمرها، ولكنه كان يعظم شأن عبده الحمولي.
وفاته: لقد قضى نحبه وهو في سن الكهولة المبكرة، ولو امتد أجله لأتى بروائع الفن بالإضافة إلى ما تركه من تراث فني جليل، وفي اليوم التاسع عشر من شهر كانون الأول 1900م عصفت المنية بروحه، وسيبقى خالداً مادام أهل الفن يتغنون بموشحه الرائع (اسقني الراح وامزح الأرواح) على كر الدهور.
* * *