جاري التحميل

محمد عجم (الدرويش)

الأعلام

محمد عجم (الدرويش)([1])

الشاعر والفنان المبدع الدرويش المرحوم محمد عجم الحمصي

أصله ونشأته: ولد المرحوم الدرويش المولوي محمد عجم بحي باب الدريب بحمص سـنة 1819م، وأصـل هـذه الأسـرة عجميـة، حضـر جـده إلى حمص فاستوطنها، وكني بالدرويش لانتسابه إلى الطريقة المولوية، تلقى العلوم العربية على أعلام عصره، وكان ذا ذكاء فطري، فتأثر بالبيئة الاجتماعية التي كانت في عهده، وكانت تزخر بالشعراء والأدباء والفنانين، فكان أحد نجوم حمص السواطع بشعره وفنه وثقافته.

شعره وفنه: كان رحمه الله شاعراً مجيداً يهوى النظم في الغزل، وله مجموعة شعرية قيمة لم يعتن أولاده وأحفاده بجمعها فتبعثرت وضاعت، وفيها الكثير من الموشحات التي يحفظها أهل الفن، ومن نظمه في الغزل قوله:

صاح جد السرى

واغديإلى ألحان

واحكي لسان الشجى

عن فرط أشجاني

واهدي سلامي له

بالله عني وقل

أحشاء صب غدت

تصلى بنيران

وهذا موشح بديع من نغمة الصبا تغزل فيه باسم قبلان، فقال:

ريمٌ من الروم أرمتني لواحظه

ونبهتني وعنه كنت غفلان

رجوت منه بعين اللطف يلحظني

فنام عني وطرفي فيه سهران

نسجت في حبه ثوب القريض له

فشفَّ شعري ملالاً وهو غضبان

وعاد يبدي ابتساماً مذ رأى ولهي

فقلت إني على الحالين قبلان

وله موشح من نغمة الحجاز:

قم واشرب كأس الهنا صرفا

يا نديمي ليل العنا أدبر

وحيث وافا مهفهف القد

من سباني لحظة الأحور

ومن بديع قوله مضمنا اسم كامل:

يا أيها الرشأ الأغن الباسل

عن فرط شوقي والغرام تسائل

فأنا الذي قد همت وجداً عندما

أيقنت أنك بالمحاسن كامل

وقال مرتجلاً ومضمناً اسم خالد:

يا أيها الظبي الأغن الفاتن

فإلى متى منك السقام تكابد

ولواعج الأشواق تشهد أنني

في نار حبك يا مناي لخالد

كانت تجمعه صلات المودة مع أسرة الجندي، وقد أرّخ بناء دار المرحوم محمد الجندي وهو والد المؤلف، فقال:

يمّم حما دار الصفا

فالضيف فيها محتشم

دار سمت شرفاً على

جنات عاد وأرم

إذ شادها جندينا

محمد الفرد والعلم

بحر الندا مردي العدا

سامي الجدا باهي الشيم

مذ بالهنا تم البنا

أرخ بإظهار النعم

سنة (1301) هجرية.

وفاته: كان صاحب هذه الترجمة عظيم الهيبة والوقار، أنيس المعشر، يهوى مجالس العلماء والشعراء، وكان بيته مرتع أهل الفن والطرب، وقد وافاه الأجل سنة (1844) ميلادية، ودفن بمقبرة الكتب بحي باب الدريب بحمص رحمه الله.

*  *  *

 



([1])  (أ) (1/36 ـ 37).

الأعلام