محمد علي الكيلاني
محمد علي الكيلاني([1])
محمد علي الكيلاني المفتي
(1793 ـ 1856م)
مولده ونشأته:هو محمد علي بن محمد بن عبد الحليم بن شرف الدين الكيلاني المفتي، ولد بمدينة حماة سنة 1793م، وتوفي والده وهو صغير، فضمه إليه خاله السيد عبد الوهاب الكيلاني ورباه فأحسن تربيته، وطلب العلوم على أعلام عصره، وقرأ الفنون الأدبية كالبيان والبديع والمنطق والعروض وغيرها من العلوم، فنبغ في كل ذلك.
تولى كتابة المحكمة الشرعية بحماة في زمن خاله القاضي الشرعي السيد عبد الوهاب المشار إليه.
توليته الإفتاء: تولى الإفتاء بحماة سنة 1830م، ولما استولى إبراهيم باشا القائد المصري على البلاد السورية اتخذ مجالس للحكومات في البلاد، وجعل مفتي كل بلدة رئيس مجلس حكومتها، فكان المترجم رئيس حكومة حماة في سنة 1831م، وبهذا انتهى إليه أمر العقد والحل، وقد ظهر من براعته واقتداره في إدارة مجالس الحكومة ما قصر عنه باع أمثاله، ولما خرجت الدولة المصرية من بلاد سورية، وعادت إليها الدولة العثمانية وذلك في سنة 1841م؛ ظل المترجم في منصب الإفتاء ورئاسة مجلس حكومة حماة، ثم تولى معهما نقابة الأشراف.
حساده: وفي سنة 1845م قام بعض حساده بشكاية عليه إلى والي دمشق موسى صفوة باشا، فطلبه إلى دمشق وعزله من الإفتاء وأجبره على الإقامة فيها، وظل فيها حتى قدم سعيد باشا الداماد والياً على سورية، ولما تبينت له ظلامته توسط له بالعفو، فعاد إلى حماة وتولى منصب الإفتاء مدة سنتين، ثم عزل عنه وتولى بعد ذلك ثاني مرة نقابة الأشراف.
أدبه: كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، جليل القدر، وكان له ديوان شعر ونثر كثير، فقد من تركته بعد موته، ومن شعره قصيدة نظمها بدمشق، وهي:
لله لا لسواه أشتكي وجلي | فإن لي في علاه غاية الأمل |
وهو الذي لست أرجو غيره أبدا | وليس إلا على علياه متكلي |
فإن رحمته للكون قد شملت | وفيض إفضاله واف لمنتهل |
وإن ظني به لازال يكلؤني | وإنه عند ظن العبد لم يزل |
إني اعتصمت بحبل الله أعظم للـ | ـباغي عليّ بحبل غير متصل |
به استعنت وبالهادي استجرت فكن | لي ناظراً يا أجل الخلق والرسل |
ما زلت لي عمدة في كل معضلة | وعدة أتقي فيها قنا الأسل |
هل ثم غيرك ياطه ألوذ به | وأنت أعلى الورى قدراً من الأزل |
أدرك بنيك أبا الزهراء ليس لهم | إلا بعلياك يا غوثاه من أمل |
إني ببابك رحلي قد حططت على | حكم الوثوق وحسن الظن يكفل لي |
قد رابني من زماني ما أحار به | ونالني من عدوي فوق محتملي |
وقد أنوء بذل ضارعين وهم | مستصرخون بدمع جد منهمل |
فاحفظ قرابتهم وارحم ضراعتهم | واكشف ظلامتهم أدرك على عجل |
وفاته: لقد وافته المنية في السابع عشر من شهر شعبان سنة 1273ﻫ وآذار سنة 1856م، ولم يعقب ولداً، وقبل وفاته أوقف نصف أملاكه على ذرية خاله السيد عبد الوهاب، والنصف الآخر على بعض جوامع حماة التي كان يعقد فيها حلقات دراسته.
* * *