جاري التحميل

محمد فهمي العمري

الأعلام

محمد فهمي العمري([1])

الحاج محمد فهمي العمري

(1849 ـ 1873م)

هو ابن مصطفى بن محمد أمين بن يونس بن مراد بن أبي الفضائل علي المفتي بن مراد بن الشيخ عثمان بن الحاج علي بن الحاج قاسم العمري.

ولد في الموصل سنة 1949م، ونشأ في بيئة العلم والفضل، تلقى العلوم على علامة عصره المرحوم محمود الآسي، وشهد له بالفضل والأدب والبراعة والكمال أكابر علماء العصر.

أدبه: كان من أفذاذ الرجال فضلاً وعلماً وأدباً وفصاحة، جمع بين العلم والأدب والسياسة، وكان شاعراً مجيداً وثائراً بليغاً في اللغات العربية والفارسية والتركية، وأنتج في مراحل حياته القصيرة ما يعجز عن إنتاجه كبار الأعلام، ولو امتد به الأجل لأتى بالعجيب في ميدان التأليف، ومن شعره قصيدة طويلة مدح بها أستاذه السيد شهاب الدين محمود الألوسي، ومنها قوله:

قف بالمطي إذا أتيت زرودا

وانشد هناك معاهداً وعهودا

وانزل بهاتيك الربوع لعل أن

تلقى هنالك قلبي المفقودا

أترى الزمان يعيد لي عصراً بها

هيهات ما كان الزمان معيدا

يا صاحبي ترفقاً في مغرم

لم يلف في داء الغرام ودودا

وله أيضاً في مدح الوالي محمد سعيد باشا سنة 1264م عندما سافر لبغداد:

ألمت بنا والليل قد أسبل البردا

وقد أسعدتنا في زيارتها سعدى

وقد وعدت أن تزور فأخلفت

ولكنها ذا اليوم قد أنجزت وعدا

إلى أن يقول:

لقد قدم الزوراء فاستبشرت به

وحازت بعليا مجده العز والسعدا

قدوم كسا دار الرصافة بهجة

وألبس جيد الكرخ في حسنه عقدا

فمقلة بغداد به اليوم أبصرت

وعين الحديبا أصبحت بعده رمدا

ومن نظمه في الرثاء:

أيا عهدنا بالجزع هل أنت راجع

وهيهات ما بعد الممات رجوع

خلت منكما يا صاحبي منازل

وقد أقفرت بالساكنين ربوع

بكيت سواد العين بعد بعادكم

ولم يبق عندي للبكاء دموع

وما كنت أدري لا وقبريكما بأن

أعود وشملي بالفراق صديع

وله رحمه الله مخمساً لهذين البيتين:

ومهفهف كالريم في لفتاته

قلبي سبا والله في لحظاته

وممايلاً كالغصن في حركاته

ومكارياً عاينت في وجناته

ورد يلوح وجلنار يخطف

ملك الجمال وقد سما بين الورى

أسر الفؤاد بقده لما سرى

وبعذره اسمع أخي ما قد جرى

أخذ الكرى مني واحرمني الكرى

بيني وبينك يا مكاري الموقف

وقد تقلب في وظائف القضاء، ثم عين سفيراً للدولة العثمانية في بلاط الدولة الإيرانية.

وفاته: وفي 22 مارت سنة 1289 هجرية الموافقة لسنة 1873م توفي في مدينة السليمانية، ثم انتقل إلى الموصل، ودفن خارج باب الجديد في الموصل في مقبرة خاصة.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/176 ـ 177).

الأعلام