جاري التحميل

محمد نور عثمان

الأعلام

محمد نور عثمان([1])

الفن الأصيل في حياة الشيخ محمد نور عثمان وشقيقه سلطان

هو الشيخ محمد نور بن المرحوم الشيخ مصطفى عثمان، ولد بمدينة حمص سنة 1307ﻫ ـ 1888م، وأسرة عثمان في حمص تتولى خدمة مقام أبي الهول التابعي المشهور منذ عهد قديم، نشأ بكنف والده فعني بتثقيفه وتهذيبه، ولازم حلقات العلماء، فدرس قواعد اللغة العربية والعلوم الشرعية، ولما بلغ سن الشباب دعي إلى الجندية في عام 1911م، فحضر حرب البلقان في جبهة الرومللي وأدرنة مدة سنة.

ثم دعي إلى الخدمة أثناء الحرب العالمية الأولى، فبقي حتى انتهاء الحرب يتنقل بين الجبهات في السويس وفلسطين، تعاطى مهنة تسدية الحرير، ثم عهدت إليه مصلحة الأوقاف بمناظرة شؤون الجامع الكبير في حمص.

فنه: تقام في مقام التابعي أبي الهول النوبات والأذكار والأوراد بصورة منتظمة في كل أسبوع، فكان بطبيعة الحال يمارس الفن الموسيقي في بيئة فنية، فحفظ الموشحات والقدود عن والده الذي يعتبر من فطاحل الفنانين الذين تلقوا الفن عن أبي خليل القباني بذاته، وتلقى على الشيخ إبراهيم عبد المولى الأعمى، ثم أخذ عن الفنان الخالد الحاج عمر البطش أكثر الموشحات واثني عشر وزناً من الإيقاع، وتلقى أكثر من أربعين أصلاًمن إيقاع الذكر، فكان رئيساً لقيادة حلقات الأذكار ورئيساً بارعاً للمنشدين، وهبه الله صوتاً مقبولاً ومقدرة فنية يستطيع بها التجول بين النغمات التصويرية، ويضرب على النقرزان بمهارة وحذق.

وفي سنة 1946م أسندت إليه مشيخة المولوية بحمص، فازدهرت بعهده، وكان موضع حسد الذين لا يستطيعون بلوغ مكانته الاجتماعية والفنية، وتغلب على منافسيه في المشيخة بفضل ما تحلى به من شمائل فاضلة.

ومن أبرز خصاله الكرم والوفاء والصبر والاحتساب، فقد استضاف الفنان الأستاذ سعيد فرحات الدمشقي في عام 1936م في بيته في ساعة كان ولده وقع من شرفة عالية فقتل فوراً، ورأى المترجم من آداب الضيافة أن لا يزعج ضيفه، فقام بتشييع جنازة ولده إلى المقبرة دون أن يشعر الضيف، وكتم الوالد عواطفه وحزنه، وهذه بادرة لا يستطيع أن يمثلها إلا القليل النادر من البشر.

p  p p

 



([1])  (أ) (1/78 ـ 79).

الأعلام