جاري التحميل

محمد نوري الكيلاني

الأعلام

محمد نوري الكيلاني([1])
محمد نوري باشا الكيلاني
(1836 ـ 1908م)

مولده ونشأته: هو المرحوم السيد محمد نوري باشا بن أحمد بن عبد الوهاب الكيلاني، ولد بمدينة حماة سنة 1252ﻫ ـ 1836م.

تعلم القرآن الكريم والكتابة مع دراسة النحو وفروع الفقه الحنفي، وتلقى علوماً شتى على أعلام عصره في حماة وحلب، وأجازه شيوخه إجازة عامة في الرواية عنهم.

خدماته: تولى عدة أعمال في أزمنة مختلفة، كان في جميعها مثال الجد والعفة والشفقة، منها نقابة الأشراف وعضوية مجلس الدعاوي وعضوية مجلس الإدارة ورئاسة البلدية ومأمورية النفوس ورئاسة محكمة الجزاء.

سفره إلى الأستانة: لقد تجلت مواهبه وذاع صيته فتوجه إلى الأستانة بطلب من السلطان عبد الحميد الثاني، وعين في دائرة الرسومات، ووجهت إليه رتبة (ميرميران).

مؤلفاته: لقد جادت قريحته بمؤلفات نفيسة مازالت مخطوطة، وهي: 1 ـ ذيل على تاريخ أبي الفداء ملك حماة سماه: المعتبر على تكمله المختصر من أخبار البشر. 2 ـأحسن ما قنيت تاريخ أهل البيت. 3 ـ الكواكب الدرية في السلسلة المحمديةوأهلها الجيلانية. 4 ـ نديمة الخاطر بما للفقير محمد نوري الكيلاني من الأحوال والشعر غير المتوارث.

وتآليفه المذكورة محفوظة لدى ولده السيد هاني وحفيده السيد محمد نورري ابن السيد صادق الكيلاني، وعسى أن يهتم ذوره بطبعها ليطلع المجتمع على هذه الثروة الأدبية النفيسة، وأن تقوم دار الكتب الوطنية بحماة بطبعها.

أدبه وشعره: له ديوان شعر محفوظ، وقد لخص محمد صالح بن محمد الأشرفي الحموي أشعار السيد محمد نوري باشا الكيلاني، ونتائج أفكاره، وما ورد إليه من أفاضل الشعراء وفطاحل الأدباء من القصائد والمقاطيع والتخاميس والتشاطير والممتدحات في كتاب سماه (الروضة الشهية بتلخيص الأشعار النورية).

وله بديعيته مع شرحها، سماها (البديعية النورية في مدح خير البرية) في مجلد ضخم، ذكر فيها بديعيتين له، التزام في إحداهما تسميته النوع البديعي مورياً به ضمن البيت اقتداء بابن جحة الحموي وعبد الغني النابلسي الدمشقي وعز الدين الموصلي، والثانية جعلها على طريقة عائشة الباعونية وغيرها من أصحاب البديعيات، وضمنها بديعية المرحوم الشاعر أسعد بك العظم.

كان شاعراً فذًّا وأديباً مفاضلاً من هواة مجالس الأدب والطرب، وكم كان له فيها من مطارحات حسنة لم يزل عارفوه يتحدثون عنها في كل مناسبة، ويتناقلالناس عنهم أحاديثها مع أحاديث جوده وكرم ضيافته، ولشعراء عصره على اختلاف بلدانهم مدائح كثيرة فيه، منهم الشاعر محمد الهلالي الحموي.

وفي ديوان شعره قصائد وتخاميس وتشاطير وموشحات ومواليا ودوبيت نظمها في شتى المناسبات، ومن قصائده الغزلية البديعة قوله في تفاحة رميت إليه ممن يحب:

من بعض أبحر جودها

أهدت كلون خدودها

تفاحة سلبت نهى الـ

ـمفتون في توريدها

وبها أراحت روح من

أمسى قتيل صددودها

فلثمتها إذ إنها

حاكت غضيض زنودها

وجعلت قوت نواظري

منها دوام شهودها

وغدا لقلبي بهجة

لم ألقها في عيدها

حيث التقيت وزينبا

تزهو بحسن برودها

برزت فخلت البدر لا

ح مقرطقاً في جيدها

وقوله من قصيدة نبوية طويلة مطلعها:

هل لقلبي عن هوى الغادة برحُ

ولسلمى في سبا أحشاي برحُ

ذات خدر لو تراءت في سنا

فرعها للبدر ما أبداه جنح

ومنها:

عجباً كيف ضلالي في دجى

شعرها والوجه بالإشراق صبح

لست أنسى عطفها لي عندما

أقبلت نشوانة والقد رمح

وتأنّست وتعنّست مرحاً

بعد ما كانت به دوماً تشح

ومنها:

يا آل ودي ليت لا كان النوى

إن يكن للحب متن فهو شرح

آه يا أسما علي أيامنا

هل لها رجع وهل للعمر فسح

إن يكن في دهرنا عز اللقا

ربما في الحشر للآمال نجح

أخلاقه: كان دمث الأخلاق، جم الآداب، ورضي النفس، سخي الكف، لا يرد قاصده في معضلة، ذا مهابة وجلالة قدر وجاه ومكانة سامية عند الحكومة والشعب، فهو من فروع الدوحة القادرية، وقد أنجبت هذه الأسرة الكريمة أفذاذ العلماء والرجال.

وفاته: كانت وفاته في حماة سنة 1326ﻫ 1908م، ودفن في مقبرة الأسرة الكيلانية.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/39 ـ 41).

الأعلام