محمد أبو الهدى الصيادي
محمد أبو الهدى الصيادي([1])
محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي
العصامي الجبار الذي استولى بذكائه ودهائه على
مقدرات الدولة العثمانية
أمثولة حية لكل طموح إلى المجد وصفحة مشرقة للعرب
لقد أنعمني الحظ أن أكتب عن شخصية كريمة طواها التاريخ القريب، كانت عظيمة بأسرارها الإلهية، وتومئ حيوية صاحبها الكامنة في معترك الحياة إلى أنه سيكون يوماً ما علماً من أعلام التاريخ البارزين، استولى بحدة ذكائه وفصاحة لسانه ودهائه الخارق على مقدرات الدولة العثمانية في عهد السلطانين عبد العزيز وعبد الحميد، وكانت له الكلمة العليا طيلة وجوده في أسمى الوظائف التي تقلدها، فإذا سألتني أن أصف لك عوامل السحر في نفسه الوثابة وخلابة روحه؛ فقد كلفتني شططاً، ذلك هو موضع الإعجاز في مواهبه التي سمت به إلى أوج العلا، على أني أحاول أن أنقل في رسالتي هذه طرفاً من أخبار هذا العصامي الفذ وعبقريته الشامخة.
أصله: هو المرحوم محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي بن حسن وادي، ويتصل نسبه بالإمام الرفاعي السيد عز الدين أحمد الصياد، ومنه إلى الحسين السبط شهيد كربلاء، ولد في قرية خان شيخون من أعمال قضاء معرة النعمان في شهر رمضان سنة 1266ﻫ و1847م، وبعد أن تلقى القرآن الكريم ومبادئ العلم سافر إلى بغداد والتحق هناك بمعاهدها الدينية، وظهرت عليه علائم النبوغ منذ حداثته، حتى إن شاعر العراق الأخرس مدحه في عام 1283ﻫ بقصيدة مطلعها:
بارق الشام إلى الكرخ سرى | فروى عن أهل نجد خبرا |
إلى المجد: ولما عاد إلى سورية كانت أول وظيفة رسمية تولاها هي التولية على خان شيخون، وذلك سنة 1385ﻫ وعمره يومئذ (19) سنة، وكان بعد ذلك وكيله فيها المرحوم عبد الرحمن بن أحمد آغا الحسن حاكم خان شيخون السابق.
وبتاريخ 11 ربيع الأول سنة 1287ﻫ وجهت إليه نقابة أشراف جسر الشغور، وفي سنة 1289ﻫ نال رتبة (مولوية أزمير)، وهي أول رتبة نالها وسنه يومئذ (23) سنة.
وفي سنة 1291ﻫ عين نقيب أشراف عموم ولاية حلب وعمره (25) سنة، وفي سنة 1292ﻫ عين لعضوية مجلس المعارف وعضوية مجلس التدقيقات الإدارية في حلب نفسها مع بقاء النقابة، وعمره (26) سنة، وأحسن إليه السلطان عبد العزيز بمعاش خاص باعتباره من السلالة الرفاعية الطاهرة، وضم على معاشه من النقابة، فكان مجموع معاشه الشهري يومئذ ثلاثة آلاف وست مئة قرش ذهبي، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لذلك العهد، وفي أواخر هذه السنة فوض له نقيب أشراف دار الخلافة النظر على نقباء أشراف ولايات سوريا وديار بكر وبغداد والبصرة.
وفي سنة 1293ﻫ فوض له نقيب الأشراف في دار الخلافة أن يعطي هو بنفسه منشور النقابة لجميع النقباء في ولاية حلب، وعينه الصدر الأعظم يومئذ رئيساً لمجلسالهيئة (القومسيون) الخصوصي الذي تألف لحسم المنازعات الزراعيةالواقعة بين الزراع وبين الملاكين من الأكابر والأعيان.
سفره إلى الأستانة: وفي سنة 1294ﻫ وجهت إليه باية الحرمين الشريفين، ودعي لشرف الحضور لمقابلة السلطان عبد العزيز وسنه (28) سنة، وأغدق عليه نعمته، ثم استأذنه في السفر فمنعه ونصبه رئيساً لمجلس المشايخ، وفي أواخر سنة 1294ﻫ توفيت والدته، فاستأذن بالسفر وعاد إلى حلب، وبعد إقامته فيها دون الأربعة أشهر صدرت الإرادة السنية البرقية إلى والي حلب بتوجيهه إلى دار السعادة معززاً مكرماً، ولما عاد إلى دار الخلافة أنزله السلطان ضيفاً في منزل عثمان بك الرقرناء، وبعد مدة يسيرة خصصت له بناية فخمة وأمره الخليفة بإحضار عائلته، وأبلغ الوالي برقيًّا بذلك، وأجرى له المرتبات العظيمة.
وفي سنة 1296ﻫ وجهت إليه باية استانبول الرفيعة مع النيشان المجيدي، وفي أواخرها وجهت إليه رتبة قضاء عسكر الأناضولي والنيشان المجيدي الأول، وله من العمر يومئذ (31) سنة.
وفي سنة 1299ﻫ زيدت مرتباته إلى الضعف دفعة واحدة بإرادة سلطانية، وفي سنة 1300ﻫ وظف للنظارة على إقراء الأمراء من العائلة المالكة أركان العلوم الشريفة الشرعية، وفي سنة 1301ﻫ أمر بتأليف بعض كتب شرعية، فنسخها على أحسن منوال.
وفي سنة 1302ﻫ أنعم عليه برتبة قضاء عسكر الروملي، وهي منتهى المراتب العلمية، وحاملها يعد من الصدور العظام في الدولة العثمانية.
وفي سنة 1305ﻫ أمره الخليفة الأعظم بتلاوة شرح العقائد بحضوره بصورة خاصة.
اجتماعه بالملوك: لقد سافر إلى الأستانة ثلاث مرات، منها مرتين في عهد السلطان عبد العزيز، والثالثة في أول عهد السلطان عبد الحميد، واتصل به شخصيًّا، فأصبح من أقرب المقربين إليه، وبدأ نجمه يسطع ونفوذه يقوى.
إن حياة هذا العظيم سفر جليل لا تخلو صفحة من صفحاته من المثل العليا، وكان الوحيد الذي يجرؤ على مصارحة السلطان بكل الحقائق، ومن أكبر المطالبين بالإصلاحات في البلاد العربية، ومزيته أنه كان ناصحاً مخلصاً.
عبقريته: كان عصاميًّا، خلق نفسه بمواهبه الفذة، فالعبقرية في سموها غير مشاعة ووقفاً على الخاصة دون العامة، وإني أحيي فيه العبقرية المتوثبة للعلا، ولو لم يكن هذا الرجل العجيب زعيماً دينيًّا لكان في مقدوره أن يكون زعيماً سياسيًّا موفقاً.
صفاته: كان فصيح اللسان، قوي الحجة، ثابت الجنان، حاضر البديهة، يفرض عليك أن تهابه وتحترمه، وإن كنت من أخصامه الألداء، يود أن يكون أصدقاؤه مخلصين له في صداقتهم، فإذا أحب إنساناً لم يبغضه إلا إذا خانه، كان يعرف كيف يحب وكيف يبغض، فقد كان حبه من الشهد المصفى وبغضبه سمًّا زعافاً، يتحدث إلى زائريه مبدياً عظيم اهتمامه بشؤونهم، تزخر أحاديثه بالحكمة الراجحة والبحث الطريف، في ابتسامته سحر يجتذب أفئدة الناس، ويجعلهم أسرى الولاء له.
إذ لا يفيد الشمس كثرة مدحها | والدر لا يغلو بنظم الشادي |
عطفه وكرمه: ومن أبرز أعماله أنه كان رحمه الله من أعظم المناصرين للعرب كافة، وما قصده أحد من أبناء البلاد العربية إلا آزره ولبى حاجته، ومن مآثره المشـهورة أنـه حمـى بنفـوذه كتـاب العـرب والأدباء كالمرحومين توفيق البكري والمويلحي والرافعي والزهاوي وغيرهم، وما حضر أحد من طلاب العرب إلى الأستانة إلا قصد داره، وفي مقدمتهم الزعيم الكبير المرحوم إبراهيم هنانو حين ذهـب إليهـا للدراسـة، كـان للعـرب أباً رحيماً يبـذل جهـوده ونفـوذه لخيرهم، لا يكترث لبهرجة السلطان ونشوة الجاه والاعتزاز بحطامها وزخرفها، ولم يشغله عرض الدنيا عن أهله والعطف على ذوي الرحم، ولم تأخذ عليه الأنانية مسالك الشفقة، فقد أحاطهم بعونه، وحماهم من برائن البؤس والفاقة، وكان هذا البر يمتد إلى أبعد من حدود ذوي القربى، فكان يساعد عائلات كثيرة قلب لها الدهر ظهر المجن، ولو بحثنا عن الذين قصدوه في المطالب والحاجات لتعذر علينا إحصاؤهم؛ لأنه كان في كل وقت رهن إشارة الراغبين في الاستعانة بنفوذه ووفائه، ويعرف الجميع أنه ليس بالرجل الغني، فإن مخصصاته من الرواتب كان يصرفها على دار الضيافة، حتى إنه اضطر وهو في أوج مجده إلى رهن حلي عائلته لتلبية حاجات قاصديه.
مؤلفاته: إن مؤلفاته كثيرة لا يتسع ذكرها في هذا الحديث، وأهمها: كتاب نفحة الرحمن في تفسير القرآن، والمجلد المخلد في أسرار اسم محمد، والروض البسام في أشهر البطون القرشية في الشام، وديوان الفيض المحمدي والمدد الأحمدي، والديوان الثاني المسمى بالتبيان الجامع بين الحكمة والبيان، والديوان الثالث المسمى براهين الحكم، والديوان الرابع المسمى مرآة الشهود في مدح سلطان الوجود، وبهجة الزمان في مآثر السلطان عبد الحميد خان، وغيرها من المؤلفات والمراسلات الأدبية الرائعة، والتعليقات الصوفية الفريدة.
وكان شاعراً بليغاً في اللغتين التركية والفارسية، لقد درس على أفحل العلماء في العراق، وتلقى علوم اللغة والمنطق والبيان على أستاذه مهدي الرواس الصيادي، واختلف الناس بأمره، فزعم حساده بأنه كان يكلف الشعراء بنظم الشعر بالمناسبات التي يراها، ويدعيه لنفسه، وهذا غير معقول، ولا يرضى به أي شاعر مهما بلغت به الفاقة أن يتخلى عن عبقريته وإنتاج قريحته مهما كان الثمن، على أن الواقعية التي اتسمت بها مؤلفاته تتضمن كثيراً من مناح شتى من الفلسفة الصوفية التي يعز على بعض الشعراء التكلف بتقليدها، وقد سبق أن اتهم الحساد المرحوم النابغة الشيخ عبد الغني النابلسي بعجزه عن نظم الشعر، فأفحمهم ببدائعه الفريدة، واستطاع الإمام الأكبر المرحوم الشيخ محمد عبده أن يتعلم اللغة الفرنسية في بضعة أشهر.
والمفروض أنه ليس بالعسير على من خلق نفسه بمواهبه وعصاميته، وبلغت به العبقرية هذا الحد أن يمتلك ناحية اللغة، ويبرز في التأليف ونظم الشعر، فدواوينه المطبوعة كالأزاهير المونقة، قرظها علماء الأزهر في حينه، وهي تشهد له بالبلاغة الفائقة والنبوغ الفكري، ومن شعره الجيد في الغزل تشطيرة قصيدة (سلوا حمرة الخدين عن مهجة الصب)، ومن قوله:
لا تنكروا لحظ العيون فإنه | له مسّة أي والهوى مسَّه العضب |
فلا تعجبوا أن قلت عضب فمسه | السيف إلى قلبي وسحر إلى لبي |
فنه: كان عليماً في الفن الموسيقي وفي ضروب الإيقاع، حافظاً الشيء الكثير من الموشحات والقدود الفريدة، وقد برع في نظم القصائد والموشحات وتلحينها، وكلها صوفية كانت تنشد في حلقة الذكر من أرفع المنشدين وأسحرهم صوتاً، وهو المرحوم عبد الخالق عبارة الحمصي، وكانت حلقة الذكر تقام في زاويته الفخمة مرة في الأسبوع، وكان يلذ للأمراء والوزراء والعظماء التقرب منه وكسب رضاه والتملي بطلعته الرفاعية المهيبة، ويجلس في السدة المشبكة وحده، فيرى غيره ولا يراه الآخرون، وفي المشهد الأخير كان ينزل من السدة ويدور في حلقة الذكر لمشاهدة الذاكرين، كأنه يستعرضهم، وينقر على المزهر نقراً يهز المشاعر، بينما ينشد المرحوم عبد الخالق بصوته الشجي الساحر:
جاء النسيم بعطر من محاضركم | فغاب قلبي لفرط الوجد مذ حضرا |
ناح الحمام لنوحي في محبتكم | عطفاً فطوقته من أدمعي دررا |
فيبلـغ السـامعين الشـجو والتأثـر إلى حـد البكاء والنشيج، فكان المترجم رحمه الله يتقدم إلى المنشد، ويمر بيده الكريمة على كتفه دليل العطف والتقدير ويقول له: أنعشت الأرواح يا عبده، سلمك الله.
أحواله الخاصة: ومع أنه بلغ ذروة المجد والصفاء فإن الدهر قد صب عليه مصائبه المتتابعة، وعكر صفوه، ومع هذا فكان تقيًّا صابراً، فقد توفي والده وشقيقه نور الدين وشقيقته خالديه وولده سراج الدين المدفون بجانب عمه في استانبول رحمهم الله، وزاد في تأثره سفر ولده المرحوم حسن خالد إلى اليمن، فاستوحش لفراقه، وجادت قريحته بأروع الشعر الصوفي، ومما قاله في ذلك:
قلبي تصدعه الهموم وحظه | كدر من الأعداء والأحباب |
نشرت به الأحزان طيًّا كله | غصص لها دمعي كسيل سحاب |
هيهات يصفو من يكدر صفوه | روح تحن بعودة الغياب |
ولما عاد ولده من اليمن ـ وهي منطقة خطرة كما هو معلوم ـ صفا باله، وعاش قرير العين لا يعكره إلا إيقاع الحساد به، فكان كالجبل الراسي لا تناله العواصف.
حساده: ولعظم آماله لا تناله الحادثات، ويتحدث فيه الحاسدون فيقول لهم:
عجبت لأنذال أساؤوا محسدا | كريماً غدا ينحط عن مجده البدر |
ومحسودهم مازال في ذروة العلا | عليه من الألطاف رغماً لهم ستر |
لقد قصدوا خزل المعاني وإنه | له من يد المولى على رغمهم نصر |
ثم ازدادوا في غيهم فقال:
أسد ينام على الصعيد سويكتا | وكلاب وجرة تستزيد نباحها |
فمذ استقر وقام يزأر أدبرت | سود الكلاب فما سمعت صياحها |
وتوسدت في كل جرف حفرة | بالذل ترجف ليلها وصباحها |
مصاهرته للعوائل العريقة: لقد تشرفت العوائل العريقة بمصاهرته، ففي سنة 1287ﻫ صاهر العائلة القيصرية المشاهير، وفي سنة 1289ﻫ صاهر العائلة البدرخانية، وفي سنة 1294ﻫ صاهر العائلة الكيلانية في حماة، وفي سنة 1315ﻫ صاهر العائلة الحراكية في معرة النعمان، وازدهرت الطريقة الرفاعية بعهده، وشيدالسلطان ضريح القطب الرفاعي على نفقته الخاصة، وهي أكثر الطرق انتشاراً حتى الآن.
مرضه: لم يسمح رحمه الله لأحد طيلة حياته بأخذ صورته الغراء لزهده في المظاهر ومبادئه الصوفية التي كان شديد التمسك بها، وقد نسبوا له بعض الصور، ولكنها ليست حقيقية، كان رحمه الله أنيق المظهر، طويل القامة من غير إفراط، بديناً باعتدال، قمحي اللون، عظيم الرأس، كبير العينين، أسود الشعر واللحية ببياض قليل، عظيم الهيبة والوقار، وهو أسد بصورة إنسان.
كان يشكو مرض القلب قبل النكبات الواقعة بأشهر عديدة، وكان لا يقوى على مغادرة البيت لسبب هذا المرض عند إعلان الدستور، وقد أشاع بعض أخصامه في ذلك العهد أنه يريد مغادرة البلاد العثمانية والالتجاء إلى بلاد أخرى، فأعلن رحمه الله على صفحات الجرائد كلمة بعنوان (الخائن الخائف)، أوضح فيها أنه لا يخاف الحساب، وأنه باق تحت تصرف السلطان ليحاسب فيما إذا كان عليه شيء، وقد أوقف فعلاً مع ولده المرحوم حسن خالد مدة قصيرة، ثم أخلي سبيلهما نظراً لبراءتهما التي ثبتت بشكل قاطع، وعندئذ انتقل من منزله المعروف في بشكطاش في قلب الأستانة إلى منزل للاصطياف بجزيرة الأمراء الشهيرة، وهناك ازداد مرضه وأصيب بالاستسقاء، وعانى آلاماً شديدة، وبقي مالكاً لجميع حواسه، ومحافظاً على معنوياته ورباطة جأشه بصور تفوق حد التصور، وقد روى صدق ذلك من زاروه، وقبيل وفاته بأيام قلائل زاره وفد من أبناء العرب فنسي مرضه، وأخذ يفسر الآية الكريمة: ﴿ﲙﲚ﴾ تفسيراً مطولاً بليغاً.
وفاته: وبعد إعلان الدستور العثماني الشهير في عام 1908م، وقبل نزول السلطان عبد الحميد عن العرش بمدة وجيزة فاضت روحه الطاهرة، وانتقل هذا الجبل الأشم من عالم الفناء إلى دار الخلود، وانطوت أنبل وأمجد صفحة من التاريخ القريب، ودفن في زاويته التي كانت بجوار منزله في بشكطاش باحتفال عظيم اشتركت فيه جميع السلطات الحاكمة.
وفي عام 1937م نقلت رفاته إلى حلب، ودفن في الزاوية الصيادية إلى جانب المرحوم والده، وأعقب من الأولاد المرحوم حسن خالد الذي تقلد أسمى المناصب، وقد توفي بنهاية عام 1938م، وسراج الدين قد توفي في حياة والده، ودفن في استانبول، وثلاث إناث وقد توفين أيضاً، ولم يبق من ذرية المترجم إلا حفيده صاحب السماحة تاج الدين الصيادي نقيب السادة الأشراف وأولاده، وقد ورث شمائل جده العظيم، وبعد وفاته غادرت أسرته البلادالعثمانية إلى مصر وإلى بلاد اخرى، ولم يبق من منقولاته النفيسة الموروثة إلا النذر اليسير من مكتبته التي تحتوي على نفائس الكتب المخطوطة والمطبوعة، طيب الله ثراه، وسلام عليه بين الأبرار والصالحين.
* * *