محمود الساعاتي
محمود الساعاتي([1])
(1825 ـ 1880م)
مولده ونشأته:هو محمود صفوت الساعاتي بن مصطفى آغا الزبله لي، وهي بلدة في الأناضول، ولد في القاهرة سنة 1825م، ونشأ بها إلى أن بلغ اثني عشر عاماً، ثم توجه إلى الإسكندرية مع أبيه، وفي العشرين من عمره قام بفريضة الحج، وهناك التحق بحاشية أمين مكة الشريف محمد بن عون، فأكرم مثواه، وأحسن ملتقاه حتى أنساه وطنه، فظل ملازماً له في مقامه ومرتحله، وسافر معه إلى غزواته المعروفة في نجد واليمن، ووصف كثيراً من وقائعه في شعره، وقد وقعت بينه وبين أدباء الحجاز منافسات تلتها مناظرات كما هو شأن الأدباء في كل عصر وفي كل موطن.
وفي عام 1850م عزل الشريف محمد بن عون عن إمارة مكة، فهاجر إلى مصر مصطحباً الساعاتي، ثم سافر معه إلى الأستانة، وهناك وقع نزاع أدبي بينه وبين الشيخ زين العابدين المكي.
عودته إلى القاهرة: وفي عام 1851م عاد إلى مدينة القاهرة، فعين في إحدى الوظائف الحكومية، ثم ألحق بمعية إسماعيل باشا، وتقلب في وظائف شتى.
شعره: نزل الساعاتي عند أمير مكة الشريف محمد بن عون، وهو ممن يدعون الانتساب إلى الإمام علي، فأراد الشاعر أن يحظى لديه وينال عطفه، فلم ير الشاعر بدًّا من أن يكون شيعيًّا يهتم بالمعاني الشيعية التي تستهوي آل عون، وقد اجتهد في الضرب على الوتر الحساس، وأعرض الأمير عن الشاعر مدة من الزمن بسعي بعض الحساد، فشكا المترجم من حدوث هذه القطيعة، فعبر في شعره عما انطوى بين جوانحه من ألم شديد وحزن عميق، وهي قصيدة طويلة نقتطف منها هذه الأبيات:
يا أيها الملك المفدى عودة | يا من لديه لا يخيب رجاء |
أوليتني الآلاء ثم تركتني | مثل الذي حلت به اللأواء |
ما كان ذا أملي الذي أملته | فيكم وأنتم سادة نجباء |
أولستم أدرى بما كنتم به | تعدونني ومتى يكون أداء |
إن كان دائي حسن حظي ربما | يشقى الفصيح وتنعم العجماء |
عودته إلى مصر: عاد إلى مصر ومدح الأمراء، وتوفي سنة 1180م.
* * *