مصطفى العمري
مصطفى العمري([1])
مصطفى العمري
(1685 ـ 1730م)
هو المرحوم مصطفى بن عبد القادر بن بهاء الدين العمري المعروف بابن عبد الهادي، ولد في بدمشق 1685م، وشاء القدر أن يحرمه من عطف الأبوة، فتوفيوالده وهو ابن ثلاث سنين، فنشأ يتيماً وفي قلبه غصة الحرمان، وكان منذ صغره تبدو على محياه النجابة والفطنة والذكاء، فلازم حلقات الدراسة، وقرأ على شيوخ عصره في عدة فنون، ولازم الشيخ عبد الغني النابلسي العالم والشاعر الصوفي الشهير، وأجازه في علوم النحو والمعاني والبيان والبديع، فكان درة لامعة في العقد العلمي والأدبي كأمثاله ممن أسعدهم الحظ وتلقوا العلوم والفنون في حلقة النابلسي الدراسية الشهيرة.
شعره: له ديوان هو كالدر النضيد بقوافيه الساحرة، ومن جيد شعره في الغزل والوصف البديع قوله:
| بين اللواحظ والقوام السمهري | قلبي الكليم بأبيض وبأسمر |
| من كل وضاح الجبين إذا بدت | قسماته أربت على ابن المنذر |
| ولرب مجدول الوشاح إذا انثنى | بين الغلائل كالقضيب المزهر |
| أنفقت دون هواه در مدامعي | وخلعت دون لقاه برد تصبري |
| وسنان طرف أرسلت لحظاته | سهم المنون عن الجفون الفتر |
| ريان من خمر الدلال كأنما | سقيت شبيبته بماء الكوثر |
| وغدا بفرط بهائه ودلاله | يختال في برد الشباب الأنضر |
| ما رمت أجني الورد من وجناته | إلا رنا بلحاظ ظبي أعفر |
| عذب المقبل عاطر الثغر الذي | يحوي اللآلئ من صحاح الجوهر |
| فإذا بدا فضح الغزالة وجهه | وإذا عطا يحكى التفات الجؤذر |
وفاته: وفي سنة 1730م توفاه الله، ودفن بتربة مرج الدحداح بدمشق.
* * *