جاري التحميل

مصطفى الفرا

الأعلام

مصطفى الفرا([1])
الفنان الشيخ مصطفى الفرا

أصله ونشأته: هو الشيخ مصطفى بن المرحوم أحمد بن مصطفى بن أمين الفرا الدمشقي، ولد بحي القنوات بدمشق سنة ألف وتسع مئة ميلادية، ونشأ بكنف والده، وقد عني بتهذيبه وتثقيفه، تلقى العلم في مدرسة الملك الضاهر، ثم انتقل إلى مكتب عنبر التركي، وخرج من الصف السابع إثر وفاة والده دون أن يكمل دراسته الإعدادية، وكان بفطرته محبًّا للفن الموسيقي، فصار يتردد على أبناء الفن وحلقات الأذكار، وهي سؤرة الفن القديم في البلاد العربية، وتعرف على أعلام الفن بدمشق، فلازم المرحوم (مستو الجوخدار) الدمشقي وهو من فرقة أبي خليل القباني الفنية، فتلقى عنه وعن الشيخ سعيد الإدلبي الموشحات القديمة وأوزانها وفن الذكر وأصوله، وأخذ عن المرحوم صالح السلقاني وإميل الأصيلي ومحمد الصيرفي ومحمد الغلاييني ـ وهم من حلقة القباني رحمه الله ـ علم النغمة وأوزان رقص السماح، ولما بدت مواهبه صار يترأس حلقات الذكر التي تقام في التكايا والزوايا وهي كثيرة بدمشق، ثم سافر إلى حلب وأخذ عن الفنانين الحلبيين كالشيخ صالح الجذبه وسلمو والحاج عمر البطش رحمهم الله علم رقص السماح والموشحات والأوزان القديمة، فصار المترجم مرجعاً موثوقاً في هذا الفن.

رحلاته: سافر الشيخ مصطفى الفرا خلال سني 1939م أربع مرات إلى مصر، واجتمع بالفنانين القدماء المشهورين ممن عاصروا المرحوم القباني لما كان في مصر، وتعرف على أهل الفن من شيوخ الأذكار، ويجب أن لا يغرب عن البال بأن رئيس حلقة الذكر في عرف أهل الفن لا يقل شأناً عن رئيس فرقة فنية ومهمته شاقة بالنسبة لتوجيه الذاكرين وقيادتهم ضمن حدود الفن والإيقاع.

وأدى المترجم فريضة الحج سبع مرات، وذلك منذ سنة 1942م إلى 1949م، وزار القدس الشريف وهو يحفظ القرآن الكريم ويجيد تجويده.

أخـذ فنـون رقص السـماح عـن فطاحـل الفنانيـن أمثال البطش والجذبة والجوخدار والساعاتي والأصيل، كما وأنه يعرف (24) طبقة من أصول الأذكار، وهو مع بدانة جسمه تراه يقوم برقص السماح وقيادة حلقات الأذكار بخفة وبراعة وأسلوب شيق يستلفت الأنظار.

استخدم من قبل دائرة الأوقاف مدة ثلاثين سنة في الجامع الأموي وهو يشرف على المؤذنين والمستخدمين، وانتسب منذ أربعين سنة إلى الطريقة المولوية، وهو نقيب النقباء لمشايخ الطرق وأهل الذكر، يمتاز المترجم بصراحته وسخائه، وله في الأقطار العربية أصدقاء ومعارف وصلات ودية مع سائر الطبقات وخاصة مع أبناء الفن، وقد وصفه العالم والفنان الشيخ محمد الخالد الأنصاري الحمصي رحمه الله بقوله:

شهم سما أقرانه بسخائه

وأصول موسيقي تسمّى مصطفى

سهل الأريكة والعريكة والصفا

لا زال ما بين الأحبة مصطفى

هو من بني الفرا الأعادي كم فرا

مع أنهم من قربه راموا اصطفا

فليحي محفوظاً بعين عناية

ما قد تُلي في الذكر الله اصطفى

*  *  *

 



([1])  (أ) (1/275 ـ 276).

الأعلام