جاري التحميل

مصطفى القنيطري

الأعلام

مصطفى القنيطري([1])

(1689 ـ 1747م)

هو مصطفى بن أبي بكر بن عبد الباقي المعروف بالقنيطري، ونسبته هذه إلى القنيطرة، وكانت تكية للتركمان بناها لالا مصطفى باشا، وهي اليوم بلدة كبيرة تبعد عن دمشق زهاء 68 كيلو متراً.

ولد المترجم بدمشق سنة 1689م ونشأ بها، وكان ذا ميل للعلم وذكاء وفطنة، تلقى العلوم على أعلام عصره، ومنهم الشيخ عبد الغني النابلسي الشاعر الصوفي الشهير، وقد تخرج من مدرسته، وإجازه في التدريس.

شعره: لقد أمعن الدهر بالقسوة عليه، فكان ذا حظ سيئ شأن أكثر الأدباء الذين حرمهم الدهر من نعمة الحياة، ولم يبخل عليهم في المواهب والخلود، كان للبيئة العلمية السامية في عهد العلامة النابلسي الأثر البليغ في أنماء روح الثقافة والأدب في عصره، فقد تخرج من مدرسته علماء وشعراء ازدهرت بمواهبهم الأقطار العربية، وحملوا رسالة العلم، فورثها عنهم أعلام قامت النهضة العلمية والأدبية بفضلهم.

كان المترجم يدرس العلوم والآداب، ولا يجني من ورائها إلا لقمة عيش يسد بها رمقه، وهو من الأدباء المتفننين، ومن شعره قوله في الورد:

قد سألنا الورود حين نزلنا

روضها والزهور ضاع شذاها

فلماذا كتمتم العرف عنا

قبل نيل الشفاه منكم شفاها

فأجابوا لو دنا القرب منها

قد فرشنا الخدود ثم الجباها

وكتمنا العبير في الغصن شوقا

لتنال النفوس منكم مناها

ومن بديع قوله في كتمان السر:

ألا قل لمن أودعته السر في الورى

يكتمه عن صنوه وصديقه

ألم تر أن الورد يكتم في الربا

شذاه ولم يسمح به لشقيقه

وفاته: وفي شهر شعبان سنة 1160ﻫ وآب سنة 1747م انتقل إلى عالم الخلود، ودفن بتربة مرج الدحداح بدمشق.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/112 ـ 113).

الأعلام