مي موسى الصايغ
مي موسى الصايغ([1])
هو اسم عزيز على القلوب، يذكرنا بالأديبة العربية المبدعة المرحومة (مي زيادة)، فقد ولدت في غزة وتلقت دراستها الجامعية في مصر، ونظمت الشعر فأبدعت وهي تروي مأساة فلسطين، فتعبر عما يجيش في قلب كل عربي، لقد نزحوا عن أوطانهم، فما أمر الفراق! فراق الأحبة وفراق الوطن الغالي، وما أحر هذه الذكرى! فتقول:
يا شاطئ البحر أوصابي وأحزاني | يا شاطئ البحر، إن البعد أضناني |
قد كنت يوماً بعزٍّ بين أربعة | أبي وأمي.. رمال الشط ترعاني |
واليوم أين جمال العيش فارقني | صفو الحياة لذاذاتي وتحناني |
إنها لذكرى، وإنه لشعر جميل، وإنها لعاطفة جياشة، فهذه الشاعرة لها من القدرة ما يمكنها من نظم الشعر القصصي، وعلى الأخص التصويري الذي يجعل الطبيعة الصامتة تنطق في بلاغة، وتستيقظ من حلمها الجميل، لتجد نفسها على ضفاف النيل، فتحن إلى أرض الوطن البعيدة الجاثمة وراء الحدود، فتقول:
وذكرت أيام الحمى.. وطفولتي | وملاعبي والدهر يوم صفاه |
والبرتقال وزهره.. ذاك الذي | في مرقدي وهناك لا أنساه |
والضيعة السكرى بنفح أريجه | والطير فوق غصونه يرعاه |
والشط أسكره الجمال.. فرقرقت | في عينه سنة فزاد بهاه |
ولهذه الشاعرة مستقبل في ميدان الشعر والأدب، شاء الله أن يقرن اسمها باسم مي زيادة الخالدة.
* * *