ميخائيل إلياس غانم([1])

(1891 ـ 1940م)

هو ابن إلياس غانم وشقيق المرحومين غانم وأنطون إلياس غانم، ولد في بانياس سنة 1891م، ومن أمره العجيب أنه درس ابتدائية بسيطة دامت أقل من سنة، ثم ترك الدراسة إثر رمد إصابة في عينية وهو طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، حيث فقد بصره وأصبح ضريراً عاجزاً، إلا أن هذا الضرير الجبار لم يشأ أن تدفن مواهبه الكامنة، وهو ذو ذكاء خارق، فتلقى الدروس العربية والفقه الاسلامي والمحاماة وهو ضرير، وفتح مدرسة في سني الحرب العالمية الأولى لتعليم أقاربه، وشاء الدهر أن يخفف عنه أسى الحرمان من نعمة النظر، فتجلى شاعراً من شعراء عصره، لينعم الأدب بروائع أدبه ومواهبه، وكان يكلف أقاربه بنسخ ما تجود به قريحته المتقدة، وخلف تراثاً أدبيًّا رائعاً، وهو ديوان شعر كبير ما زال مخطوطاً.

وفاته: لقد فجع الأدب بفقد هذا الشاعر الضرير المارد الموهوب في سنة 1940، وهو في سن الكهولة المبكرة إثر نوبة دماغية أصابته حزناً على شقيقه الأستاذ نوفل لما شاع أمر إعدامه من قبل الفرنسيين بصورة خاطئة، وقد دفن في بانياس، وهكذا طوى الردى شاعراً كبيراً وعالماً لوذعياً، لو امتد أجله لبرز في نبوغه، وقد اقترن ولم ينجب ذرية.

*  *  *