جاري التحميل

ميخائيل بلدي

الأعلام

ميخائيل بلدي([1])

(1916م)

مولده ونشأته: هو الأستاذ الألمعي الموهوب ميخائيل بن يوسف بن خليل بلدي، استوطنت أسرته دمشق منذ أكثر من قرنين، ولد فيها في أول شهر شباط سنة 1916م بحي باب المصلى في الميدان، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة البطريركية بدمشق، وتحصيله الثانوي في الكلية الصلاحية بالقدس.

أحب صاحب الترجمة لغته العربية فأتقنها ووقف على أسرارها، وحفظ الكثير من قريض شعراء العرب الأقدمين والمخضرمين، بالإضافة إلى إتقانه اللغة الفرنسية وولعه بأدبها الحي.

عمله: لقد اختاره المعهد الفرنسي العربي والمدرسة البطريركية بدمشق لتدريس اللغة العربية، ويقوم بواجبه القومي في إذكاء الروح الوطنية بين تلاميذه وتوجيههم إلى الغايات المثلى، ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ قال:

كاد المعلم أن يكون رسولاً

ومن عرف هذا الشاعر المعلم أجلّه؛ لما انطوت عليه روحه من إحساس وطني ونبل عربي أصيل وأخلاق فاضلة.

شعره: امتاز بقريحة فياضة بالمواهب، نظم الشعر منذ صغره، فجاد بأجوده، وقد جمعه في ديوان أعده للطبع، وأخرج لميدان الأدب والفن بعض رواياته البديعة، منها: (المناضل) و(يوم الحرية)، وقد طبعهما فنالا إعجاب الجمهور.

وهو أديب معروف، خط يراعة البليغ الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية والسياسية في أمهات الصحف والمجلات في العالم العربي، ومن روائع شعره الوطني قصيدة عنوانها (وطني)، نقتطف منها بعض أبياتها، قال:

وطني مهبط النبوءات فاخشع

مطرق الرأس رهبة عند بابه

وطني موئل الرسالات فاخفض

جانح الكبرياء في محرابه

وطني منبع الحضارات فارشف

رشفات الخلود من أطيابه

والبطولات بعض تاريخه الفذ

يسير الزمان خلف ركابه

وبكى هذا الشاعر الملهم فلسطين الدامية، فرثاها بخريدة بديعة بعنوان (رثاء فلسطين)، وقد عارض فيها (رثاء الأندلس) لأبي البقاء الرندي، نقتطف منها هذه الأبيات:

يا شرق ما سُورُ الإسلام قرآن

ولا شعار بني الإنجيل صلبان

وفي فلسطين إسرائيل جاثمة

يمور في صدرها رجس وشيطان

دهت ربوعك أحداث مروعة

وقومك الصيد ما ذلوا ولا هانوا

مواكب الشهداء الغر كم ثملت

على مصارعهم ثكلى وثكلان

كم فل من بأسهم سيف لمغتصب

وثل من عزمهم للبغي بنيان

سقوا ثراك نجيعاً من جوارحهم

سمت على غرسه الميمون أوطان

ذل البنون فما الرايات خافتة

وقد طواها على المأساة خذلان

ذلوا وفي كل قطر مأتم عجب

ألواحه العار والويلات أكفان

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/157).

الأعلام