ميخائيل الملوحي
ميخائيل الملوحي([1])
العصامي الكريم السيد ميخائيل الملوحي
هو السيد ميخائيل بن إبراهيم بن ديب الملوحي، ولد بحي الحميدية بحمص سنة 1892م، وأسرة الملوحي قديمة العهد في وادي النصارى من أعمال الحصن، والشائع أن بينهم وبين أسرة الملوحي الحمصية المسلمة قرابة، ومن نظر إلى وجوه الأسرتين يتضح أنهما انحدرا من أسرة واحدة.
درس المترجم في المدارس الابتدائية الأرثوذكسية، وفي سنة 1903م هاجر إلى البرازيل وكان في الحادية عشرة من عمره، وكان شقيقه دياب قد سبقه لها قبل سنتين، فاشتغلا سوية في محل لبيع الأقمشة والخردة.
وفي سنة 1929م استلم المطبعة المؤسسة منذ عام 1922م، وأصبح مالكها لوحده، وفي سنة 1915م اقترن بالآنسة حفيظة بنت حافظ خماسية من حمص، وأنجب:
فالدوميرو: وعمره 39 سنة، وقد أخذ شهادة البكالوريا، واستلم العمل في المطبعة، وتزوج من الآنسة (أديلينا بنت بشارة المحرداوي)، وأنجب أربعة أولاد: سعد الله، وعمره 37 سنة، وتلقى دراسته كأخيه، وهو يشتغل في المطبعة، وتزوج من الآنسة (لينور بنت حنا طعمة) من دمشق، وأنجب ثلاثة أولاد.
أوزفالدو: وعمره 33 سنة، ويشتغل مع والده في المطبعة، وتزوج من آنسة برازيلية، اشتهر والدها بالثراء، وأنجب ولدين.
ابنته ايفوني: اقترنت بالسيد يوسف صبعة من حمص.
ابنته أوديت: اقترنت بالسيد فؤاد عبد الله من لبنان.
خدماته الاجتماعية: كان عضواً في النادي السوري منذ تأسيسه في سنة 1919م، وتقلب بوظائف عديدة، وهو الآن أحد مستشاري النادي.
كان أحد العاملين في الشبيبة الحمصية التي انقلبت إلى ميتم سوري في سنة 1919م، والآن هو مدير الميتم المسؤول، وقد تأسس فعلاً في سنة 1922.
كان عضواً في الحزب الوطني السوري المختص بمعالجة فقراء المرضى، وهو المؤسس لمستوصف القديس يوحنا، وترأسه مدة سنتين.
ترأس أخوية القديس جاورجيوس المؤلفة لبناء المدرسة والكنيسة، وما زال رئيسها.
وهو من مؤسسي المصح السوري، وعين في لجنة العمار، وهو أحد أعضاء اللجنة حتى الآن.
ما زال الرئيس لبيت الإسعاف الذي أوجد فكرته، ومهمته توزيع الحبوب على الفقراء.
كان وما زال عضواً في أخوية القديس بولس لبناء الكاتدرائية في سان باولو، وعضواً في المجلس الملي.
يحمل لقب (كومندادور)، ووسام الاستحقاق السوري.
إخلاصه وتجرده: لقد انهمك في واجباته الاجتماعية حتى كان في كثير من الأحيان ينقطع عن داره، وكانت قرينته الفاضلة تشاطره الأعمال الخيرية وتشجعه على أداء المهمات الخيرية مهما كابد فيها من جهد وعناء، بارك الله في النبل الأصيل.
وبمناسبة مرور (ربع قرن) على خدمته النادي الحمصي فقد أقيمت له بشهر حزيران سنة 1947م حفلة تكريم اعترافاً بجهوده وخدماته الجلّى.
لقد كان المؤلف خلال رحلته إلى البرازيل موضع حفاوة المترجم الفاضل، فقد آزره وناصره بعواطفه وقلبه وروحه، وفي إحدى زياراتي للنادي الحمصي اطلعت على كتاب بليغ في مغزاه ومعناه بتوقيع صاحبي السيادة: نيقون سابا متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعها، واغناطيوس حريكه مطران حماة وتوابعها، كانا تفضلا بإرساله إلى رئيس لجنة تكريم السيد ميكال ملوحي، وقد آثرت إثباته في صفحته المشرقة ليعلم الناس ما للمترجم من أياد بيضاء ومكانة في المجتمع.
(لقد قضت الظروف أن نحرم من مشاركتكم مع المدعوين الكرام حفلة التكريم للسيد ميكال ملوحي الابن البار، ورافع لواء الإنسانية عالياً، وكنا نتمنى أن نقدم بذاتنا فنؤدي قسطنا ـ ونعده واجباً مقدساً لكي لا يحرم المستحق إكليل الفوز، وبذلك نجعل سبيلاً لتنشيط الإنسان في خدمة أخيه الإنسان ـ لولا ارتباطنا آنئذ بمواعيد تتعلق بمهمتنا، فأنبنا عنا، وكانت عيوننا شاخصة وأذاننا بتمام الإصغاء إلى ما قيل ويقال عن المآتي الحسان التي أداها السيد ميكال نحو المشاريع الخيرية، والذي اشترك بتأسيس أكثرها، وصرف من ماله وجهده ومساعيه ما جعل له في نفوس الجالية إعجاباً وتقديراً، حتى حدا بكم هذا الفخر إلى إسدائه آيات الشكر والولاء، مخلدين مآثره الغراء التي ستبقى ما بقيت الأمانة، والمحافظة على العمل المبرور من دور إلى دور، يذكرها الخلف ويؤديها لمن بعده سبيلاً قديماً يسيرون على مشكاته إلى الهدف المنشود، وهو الإخاء والتكتف على نصرة الضعفاء، ورفع مجد الشرق في قمة الغرب مناراً يقرؤون عليه الأعمال النزيهة والإخلاص المجسم في شخصيته الفذّة التي عاشرناها مدة ودخلنا إلى أعماقها وسبرنا غورها، فرأيناها طويلة صالحة لا يشوبها غش أو أنانية، بل مجرد حب ووفاء.
فميكائيل ملوحي الرجل الأمين على سمعته الخاصة جديرٌ بأن يكون أميناً على السمعة العامة ليتوقد غيره نشاطاً، ولا يتلكأ إذا افتكر عن تنفيذ غايته الشريفة، حاضر الذهن، دقيق الإحساس، رقيق الشعور، يخدم بلا تمنين ولا تذمر، يصبر حتى تستقيم الأمور نحو الخير، يتطور مع طبقات الناس، فهو منهم وفيهمولهم، سريع النجدة، موضوع احترام من عرفه بجده ومجهوده وسمعه وبصره، تقرأ لطافة التحبيذ أو الانتقاد في عيونه بوداعة تخفف من حدة التصلب إلى التساهل والمجاملة يجعلها عرضاً ناعماً للوصول إلى الجوهر الصحيح، يلازم العمل حتى ينجزه، ولا يعرف كللاً أو مللاً، وإن قصرنا عن الحضور فنحن لم نقصر عن الإعجاب به، وإن تأخرنا ففي التأخير خيرة جلونا بها حقيقته، فكتبنا هذه الرسالة إليكم عن عقيدة فيه وحقيقة صادقة، فنحن نشكركم على قيامكم عنا وعن المجموع بتكريمه، ونباركه وندعو مدّكم له ليبقى ذلك الهمام المقدام في حقل الإنسانية يأتيها كل يوم بمكرمة جديدة تشيد بها الألسنة وتتمثل بها النفوس الكبيرة، وسنحفظ له في قلوبنا عدا المآثر الزمنية الكثير من الأعمال والمساعي الدينية التي يساهم بها ويشاركنا بإنجازها، أكثر الله من أمثاله، وحفظه وحفظكم بعنايته القدوسية، وبركة الله تشملكم جميعاً، آمين).
مطران حماة وتوابعها | متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعها |
اغناطيوس | نيفون |
كما وإن إخوته السادة دياب ودومط وإلياس يقيمون في الريودي جانيرو، وعندهما مكتب تمثيل تجاري، وباسيل ملوحي يقيم في سان باولو، وعنده مقهى ومطعم، وجميعهم أحوالهم المادية حسنة، وهم مفخرة الجالية العربية بأخلاقهم الحميدة ومناقبهم الفاضلة.
* * *