جاري التحميل

ميخائيل نعيمة

الأعلام

ميخائيل نعيمة([1])

النقادة الشهير والشاعر العبقري الأستاذ ميخائيل نعيمة

ولد هذا الشاعر العبقري في بسكنتا من أعمال لبنان، وتلقى دراسته الابتدائية في لبنان، ثم تخرج من إحدى كليات روسية، وبعدها من جامعة واشنطن الأميركية، وأنهى علومه العالية فيها بعد قدومه من روسيا.

علمه وشعره: هو النقادة الشهير الذي كان في طليعة السالكين على منهاج النقد الأدبي في اللغة العربية، فأوجد عصراً جديداً تمحص فيه الحقائق الأدبية وتغربل وتوضع في الميزان تحت مجهر البحث ليبين غثها من ثمينها، وليظهر ما تحت أثواب ألفاظها من الفن المعنوي.

وهذا الشاعر الملهم من الذين وضعوا يدهم على المحراث في حقل الأدب ليحولوا جدبه إلى خصب، وقفره إلى جنة غناء، هو شاعر من الطبقة الأولى، ومعانيه الشعرية فيها جلال المعاني، يترك الألفاظ مهما كانت درجتها في البلاغة نسياً منسيًّا، وتلك هي البلاغة بعينها.

أقصوصة الأدب العربي: لقد كان من السباقين إلى العناية بالأقصوصة في الأدب العربي الحديث، وما يراد بها من الإفضاء بالحكمة والعبرة إلى الأذهان بطريق القصة والفكاهة، وله أقاصيص تعالج مواضيع هامة في المجتمع كانت وما زالت موضع إعجاب القوم، والشاعر متشرب من الأدب الروسي، وهو أغنى الآداب العصرية وأعمقها، ويرى القارىء في مؤلفاته: كتاب الغربال، ورواية الآباء والبنين، ومجموعة أقاصيصه، وديوانه الشعري، أنه ليس للأدب الأمريكي أثر يلامس نفسه كما لامسها الأدب الروسي، فصلاها ناراً، وأطلقها لتفعل فعلها في ميدان الأدب العربي، ومن درر شعره قوله:

تدبين دب الوهن في جسمي الفاني

وأسعى مجداً خلف نفسي وأكفاني

فأختار عمري راكضاً متعثرا

بأنقاض آمالي وأشباح أشجاني

وأبني قصوراً من هباء وأشتكي

إذا عبثت كف الزمان ببنياني

ففي كل يوم لي حياة جديدة

وفي كل يوم سكرة الموت تغشاني

ولولا ضباب الشك يا دودة الثرى

لكنت ألاقي في دبيبك إيماني

*  *  *

 



([1])  (أ) (1/153).

الأعلام