جاري التحميل

نجاة شاهين

الأعلام

نجاة شاهين([1])

هي خريجة كلية الآداب في الجامعة المصرية، وإحدى رائدات الأدب للأجيال القادمة، وتخريج أمهات المستقبل يعود الفضل والتوجيه فيه لرجال الجامعة، فالأدب والشعر يتوثب في أفكار كثير من الموهوبات من الطالبات، فتشدو كل واحدة منهن وتنظم الشعر وتكشف عن أصالة فنية وقدرة فائقة، والشعر النسائي في الجامعة يفيض رقة وعذوبة، وينساب في رفق وينتظم أنغاماً ساحرة، ومن نظمها البديع الذي يعبر عن عواطفها المنطلقة في تعفف وأباء قولها:

أحبك غير أني لن أبوحا

ولن أشكو إليك ولن أنوحا

ولن أرجو وفاء أو عهودا

فحسب القلب من أملي (جروحا)

وتثور بها العواطف ويهزها الحنين فهتفت:

لا تخف حمرة خدي

إنها شوق الدفين

لا تخف إطراق رأسي

وشرودي والسكون

كل ما أبديه يحكي

لك حبي والحنين

غير أني لست أدري

كيف أحكي أو أبين

وخرير الماء يروي

سر إطراق الجفون

يا حبيبي لا تدعني

لدموعي والشجون

واقترب مني وقل لي

سر قلبي والعيون

وأبى الحب إلا أن يكون هناك هجر وبعاد وسهد وقلب خفاق، فقالت:

ورمت البعاد فعزّ هواك

وجاشت بصدري أماني رضاك

ومن خفق قلبي ذكرت خطاك

ومن سهد ليلي ذكرت جفاك

ولقيت الشاعرة من العناء ما لقيت عندما صرّحت بأنغامها العاطفية، فقد ثارت عليها زميلاتها اللائي يتحسسن طريقهن في جبن وخجل.

وهذه الشاعرة لا تتقيد بقافية واحدة في القصيدة، بل هي تنوع قوافيها، فتجيء قصائدها مصداقاً لشعورها النابض الذي يعبر عن أدق خلجات قلب المرأة.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/537 ـ 538).

الأعلام