جاري التحميل

نجيب البستاني

الأعلام

نجيب البستاني([1])

(1862 ـ 1919م)

مولده ونشأته: هو ثالث أنجال المعلم بطرس بن بولس البستاني، ولد في 7 كانون الأول 1862م في بيروت، وتلقى دراسته في المدرسة الوطنية التي أسسها والده، ثم في الكلية الأمريكية، فأتقن العلوم ودرس اللغات العربية والتركية والفرنسية والإنكليزية واللاتينية، وساعد والده في تأليف كتاب (دائرة المعارف)، ولما أدركت الوفاة العلامة بطرس البستاني ثم ولده سليم؛ خلفها في امتياز جريدتي الجنان والجنة، وحررهما مدة سنتين، وبعد احتجابهما تفرغ لتأليف (دائرة المعارف)، وكان العمل جارياً حينئذ في المجلد السادس، وذلك بمساعدة أخويه أمين ونسيب وابن عمهم العلامة سليمان البستاني، فأصدروا المجلد التاسع.

رحلاته: استقدمه رياض باشا إلى مصر للنظر في بعض شؤون دائرة المعارف، فحظي مراراً بمقابلة الخديوي توفيق الأول، وفي سنة 1893م اشترك مع بعض أبناء سوريا في تأليف شركة لتمثيل العادات الشرقية في معرض شيكاغو العام.

خدماته: عين عضواً فخريًّا في دائرتي الحقوق والجزاء في بيروت وعضواً عاملاً في مجلس المعارف، وفي سنة 1895م انتدبه حاكم جبل لبنان لرئاسة محكمة المتن، فخدمها ست سنين بالنزاهة المشهورة عن البستانيين، وفي سنة 1900م تولى وظيفة النيابة العامة في مركز متصرفية لبنان، فقضى فيها خمس سنوات، وفي سنة 1905م استقال من العمل، وسافر إلى مصر لمزاولة فن المحاماة، فتولى رئاسة قلم القضايا في عدة شركات، ولما ارتقى السلطان محمد رشاد إلى عرش الخلافة سنة 1909م كان من جملة الأعيان الذين تشرفوا بتهنئته بالخلافة، ونال أوسمة عديدة.

وقد دعي المترجم مرتين إلى مؤتمر المستشرقين في إستوكهولم ورومة، فأعد خطبة عن تاريخ النور وعاداتهم وأخلاقهم، وكان شاعراً جيداً، وله منظومات شعرية في شتى المواضيع لم تنشر، وأنشأ مقالات كثيرة، وفي سنة 1912م سافر إلى إيطاليا وسويسرا وفرنسا، وقـد ورث عـن أبيـه محبة نشر العلم، غير أن شدة المراقبة على المطبوعات في العهد التركي حملته على كسر القلم في سبيل خدمة الصحافة والعلم، فاضطر إلى ترك هذه المهنة الشريفة التي رفع البستانيون شأنها في الأقطار العربية، ومن آثاره: دروس تاريخية عن فينيفة وعن روسية.

وفاته: وفي سنة 1919م وافاه الأجل.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/250 ـ 251).

الأعلام