جاري التحميل

نجيب حبيقة

الأعلام

نجيب حبيقة([1])
(1869 ـ 1906م)

ولد في الشوير بلبنان سنة 1869م، وتلقى دروسه في كلية القديس يوسف في بيروت، فنبغ بين أقرانه، ودعاه رؤساء الكلية إلى التدريس فيها، فظل مدة طويلة يدرس البيان العربي والفرنسي، ثم انتدب للتعليم في مدرسة الحكمة المارونية والمدرسة العثمانية للشيخ أحمد عباس الأزهري.

في الصحافة: وفي شهر شباط سنة 1903م تولى تحرير جريدة الصباح، فكان يتحف عالم الصحافة بكتاباته الأنيقة ومقالاته الشيقة وأفكاره المبتكرة، ونشر على صفحات المجلات فصولاً شتّى تدل على طولة باعه في صناعة الإنشاء.

فنه ومؤلفاته: كان ولوعاً بفن التمثيل؛ لأنه رأى فيه وسيلة لتهذيب الأخلاق وتربية الآداب، ونشر روايات تمثيلية، منها مؤلفة ومنها معربة، نالت كلها شهرة واسعة، وله عدة تآليف مدرسية وأدبية مطبوعة، منها كتاب: 1 ـ درجات الإنشاء، في ستة أجزاء: ثلاثة للمعلم وثلاثة أجزاء للتلميذ 2 ـ رواية الفارس الأسود 3 ـ شهيد الوفاء.

وعرب روايتي: 4 ـ خريدة لبنان 5 ـ الشقيقتين.

وله غيـر ذلك ممـا يبلـغ الخمس عشرة رواية تأليفاً أو تعريباً، وكان شعره لا يقـل عـن نثـره فـي سلالة التعبير وبلاغة المعاني، لا سيما في رواياته التمثيلية، وما عدا ذلك فإنه كان قليل الاكتراث لفن القريض الذي لم يمارسه إلا ما ندر، وهذا نموذج من شعره:

عصفت على بحر الأنام رياح

سحب النهار من الظلام وشاح

وهوت صواعق مصعقات أزعجت

بشراً فكادت تزهق الأرواح

والبحر عاد عرمرميًّا مصخبا

والموج نار فساء منه جماح

ومنها:

طمت المصيبة فالمنية قد دنت

آهاً أليس من الهلاك مراح

كان يكرس أكثر أوقاته لخدمة الجمعيات الخيرية، وتخفيف وطأة الشقاء عن ذوي الفاقة، وأنشأ مع بعض أهل الفضل جمعية (إخوان الفقراء)، وكان يدير مدرستها المجانية بنفسه.

وقد خصّه الله مع الذكاء والغيرة بدماثه الأخلاق ولين الطباع والذوق السليم.

وفاته: وفي الساعة التاسعة من مساء يوم الثلاثاء الواقع في 25 كانون الأول سنة 1906م وافاه الأجل المحتوم إثر علة أذبلت زهرة شبابه النضر، وقد احتفل الأدباء بإقامة حفلة تذكارية تبارى فيها الخطباء والشعراء، وسعى تلامذته بإقامة أثر يخلدون به ذكره إقراراً بفضله، فنصبوا له ضريحاً في المقبرة المارونية الواقعةفي محلة رأس النبع، ونقلوا رفاته سنة 1906م إليه، ونقش على قبره هذه الأبيات:

حياك يا قبر منا غيث أدمعنا

وجادك الله من أسنى عطاياه

ضممت كنزاً ثميناً دونه مهج

تسيل حزناً وتدمي القلب ذكراه

قد قدر الله أن نبكي عليه فتى

غضًّا فصبراً على ما قدر الله

يا ساهر العين في التاريخ دامعها

حسبي النجيب فهذا القبر مثواه

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/373).

الأعلام