جاري التحميل

نجيب السكاب الحمصي

الأعلام

نجيب السكاب الحمصي([1])
العصامي الإنساني السيد نجيب السكاب الحمصي

يتحلى السيد نجيب بن حبيب بن جورج السكاب بأرفع المزايا النبيلة في سبيل خدمة المجتمع، ولد بحمص سنة 1900 ميلادية، والأسرة حمصية تكنت بالسكاب، وهي المهنة التي كان يزاولها المرحوم والده.

تلقى دراسته في المدارس الأرثوذكسية الروسية، وهو يجيد اللغتين الفرنسية والروسية، وبعد أن أنهى دراسته دخل موظفاً في السكة الحديدية فكان مديراً لمحطة تل عباس.

وفي سنة 1924م هاجر إلى البرازيل وتعاطى التجارة، وتوصل بكفاحه وجلده وعصاميته إلى ما تصبو إليه نفسه الوثابة من ثراء وسؤدد، ثم توسعت أعماله التجارية وقام بتأسيس معملين لصناعة الحرير، وبعد سنين صفّى أعماله منها وفتح محلًّا تجاريًّا كبيراً في سان باولو بشراكة إخوته السادة عبد الكريم وعمره (44) سنة، وميشيل وعمره (41) سنة، وادوار وعمره (39)، أما الأخوان نجيب وعبد الكريم فما زالا عازبين.

أعماله الخيرية: قبل التحدث عن خدمات السيد نجيب في الحقل الخيري حننت إلى الذكريات، وحدت بي إلى التنويه عن والده المرحوم حبيب السكاب، فقد كان حبيباً إلى قلب كل حمصي، تربطه مع أسرة آل الجندي صلة المودة لوجود محله الصناعي في حيهم مدة نصف قرن، وكان إلى جانب اتقانه فن السكابة تقيًّا وديعاً محبًّا للخير، ولا غرو إذا ورث عنه أنجاله الكرام محامد الأخلاق، والولد سر أبيه.

وفي سنة 1926م التحق الوالد بأبنائه في البرازيل، وتوفي سنة 1946م، ودفن في مقبرة (القديس بولس في سان باولو).

إن السيد نجيب مثالي بمناقبه، ومن أكرم العناصر التي جبل عليها إسداء الخير للمجتمع، يعمل الصالحات بدافع العاطفة والوجدان، لا يستهويه مدح ولا إطراء.

ومن مآثره أنه اكتنف المؤلف بألطافه ورعايته خلال زيارته البرازيل، فكان من أشد المناصرين لمهمته الأدبية، وأقام له حفلة كبرى في مستوصف القديس يوحنا الخيري التابع لنجمة محفل سوريا.

لقد انبثق هذا المستوصف عن جهود هذا المحفل الكريم، فتأسس في سنة 1944م، وهو يحتوي على غرف كثيرة للأطباء والتصوير بالأشعة وأدواته الكاملة التي تبرع بها نخبة من كرام الجالية، وقد تفضل الخطباء الأساتذة: سليمان بن خليل الصفدي رئيس محفل نجمة سوريا، وإيليا بن اندراوس سعد من رأس المتن في لبنان، ونديم بن داود شحفة من حمص، ودومينيكو بن وهبي سلوم من لبنان، فرحبوا بالمؤلف الذي لا ينسى حفاوتهم البالغة.

ومن مزايا السيد نجيب الفاضلة أنه كثيراً ما يترك إدارة محله التجاري الكبير لإخوته ويضحي بجهوده وأوقاته لملاحقة الأعمال الخيرية بجد وحماس، فهو ساعٍ نبيل يجمع التبرعات من المحسنين لوجه الله تعالى، لا يريد من عمله جزاءً ولا شكوراً.

*  *  *

 



([1])  (أ) (1/134 ـ 135).

الأعلام