جاري التحميل

نذير الحسامي

الأعلام

نذير الحسامي([1])

(1920م)

مولده ونشأته: هو ابن المرحوم خالد بن سعد الله الحسامي، ولد بحمص سنة 1920م، ونشأ في كنف والده، درس في المدرسة التجهيزية في كلية التربية والتعليم ومدرسة الآباء اليسوعيين في طرابلس.

وفي سنة 1947م نال شهادة الحقوق من الجامعة السورية، وكان قد انتسب في سنة 1946م للخدمة في وزارة المالية.

مواهبه الأدبية: درس اللغة العربية وآدابها، وتمكن من اللغة الفرنسية، وترجم لكثير من الأدباء ونشرها في صحف ومجلات كثيرة، وهو من شعراء حمص البارزين، بدأ ينظم الشعر في سنة 1933م، وفي سنة 1945م أخرج ديوان شعره بعنوان (لهب)، وتطرق فيه للنواحي الاجتماعية والسياسية، وأصدر عام 1957م ديوان شعره الثاني بعنوان (سعير المعركة)، وسجل فيه أهم الأحداث الوطنية والسياسية في العالم العربي، والطابع الأدبي فيه توجيهي تحرري.

وله ديوانان تحت الطبع، الأول اسمه (كيف لا أتمرد)، وهو يبحث في الناحية الاجتماعية، والثاني اسمه (عبير الجراح)، وأكثره وجداني، أرخ فيه حياته العاطفية.

ومن نظمه في الغزل قصيدة عنوانها (بوح)، نقتطف منها قوله البديع، وهي تعبر عن عاطفته الملتهبة:

سرت في دمي حمى الغرام تهزني

فهل سكنت يا ليل في دمك الحمى؟

أعيش على خبز الحنين وأنطوي

على شغف يغري بي الشجو والهما

ويعتادني الماضي فأبكيه تائبا

ولم أقترف ذنباً ولم أجترح إثما

ولم أك إلا طفل حبك دائما

فهل كنت لي أختاً، وهل كنت لي أما؟

تلم بي الذكرى فيستيقظ الأسى

وأقسم ما فارقت طيف الأسى يوما

وأشكو عذاب الحب وهو تعلتي

وأرثي شقائي وهو ما زال لي حلما

ولم أر في حب الجوانح مثله

أجرعه خمراً فيسكرني سما!

واستمع إلى غزله الفتان من قصيدة عنوانها (ذكرى):

يا محمل الأحزان عرج على

قلبي فقلبي للأسى مربع

ينهل جرحي قطرة قطرة

كأن جرحي من دمي ينبع!

أين الخطايا البيض فواحة

روائح الخلد بها تسطع؟!

أين الحكايا الرائعات الصدى

يسكر فيهن الهوى الأروع؟!

يا موقد التحنان في أضلعي

ألم تذب في حرك الأضلع؟!

ومن قوله في الناحية التوجيهية من قصيدة عنوانها (هتاف):

نحن، يا أرض بنو الكد

ح، وأبطال العذاب

ما نبونا بظبانا

عن لياليك الصلاب

*  *  *

لفنا البؤس، ولم يطـ

ـفئ لنا البؤس سعيرا

وأضاء الجرح، وها

ج الهدى، يشدو زئيرا

*  *  *

بأسنا أقوى من الفو

لاذ، لم يرهقه ضيم

ينقضي الدهر، ولا ينـ

ـعى صبانا فيه يوم

*  *  *

أرهف الظلم لنا حدْ

دًا سيبكي الظلم منه

وغزا الليل لنا عيـ

ـشاً سيجلوا الليل عنه

*  *  *

عرق الآلام لم نسـ

ـفحه، في الأعتاب، هدرا

قد سكبناه على جر

ح المنى، فانهل خمرا

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/103 ـ 104).

الأعلام