جاري التحميل

أم نزار الملائكة

الأعلام

أم نزار الملائكة([1])

انحدرت من سلالة ملوك الحيرة، وذاقت مرارة اليتم، فمات أبوها وهي في الرابعة من عمرها، تلقت دراستها على يد مدرسة خاصة، أما الثقافة التي أهلتها لنظم الشعر فهي المواهب والعصامية، فقد ثقفت نفسها بنفسها بحفظ شعر الأمويين وخاصة العذريين، واطلعت على دواوين الشعر للمتنبي، والبهاء زهير، وأحمد شوقي، والزهاوي، وقد تأثرت بشعره، وكان زوجها شاعراً، وله الفضل في توجيه حياتها الفنية وتغذية روحها الشاعرية.

لقب الملائكة: إن لقب (الملائكة) ليس لقب أسرتها الأصلي، وإنما هو لقب أطلقه عليها شاعر العراق الأكبر المرحوم عبد الباقي العمري.

حياة الأسرة: تزوجت الأستاذ صادق الملائكة، وهو شاعر ومؤلف، وكانت تعيش في ظل التقاليد الموروثة وقلبها الطموح يصطدم بانفعالات عواطفها، وكفى هذه الشاعرة فخراً أنها أنجبت ابنتها (نازك) أميرة الشاعرات العربيات.

شعرها: كانت لا تهتم بنشر شعرها الغزير الخصب، وقد خلفت تراثاً أدبيًّا يتألف من مئات القصائد، وقد حال موتها المفاجئ، وهي في ريعان الصبا دون جمع شعرها، ويتجلى في شعرها مسحة من الحزن، وهي اليتيمة التي قسى عليها الدهر بحرمانها من عطف الأب وحنانه، ومن قولها المؤثر في ذلك:

كيف أسلو وللسكون شبوح

مرعبات وللدجى أوهام

وحوالي عالم يتنزى

في أضاليله فلا يلتام

وفؤادي أبلته أحلامه الرو

عفأودت بسعده الآلام

وكان بينها وبين الشاعر الفيلسوف المرحوم جميل صدقي الزهاوي ارتباط أدبي روحي، ومن المعجبات بروائع شعره، فقالت تندبه:

أيها الرجل الذي اختار دار الـ

ـخلد مأوى نم وليطب مأواكا

إن قبراً حللت فيه مقيما

قد حوى الشعر والنهى قد حواكا

وتمتاز هذه الشاعرة الخالدة، بوطنيتها المثلى والدفاع عن المرأة الشرقية واهتمامها بالقضية العربية القومية، وخاصة مشكلة فلسطين، ومن أروع قصائدهافي هذا الموضوع قولها:

رددي نغمة العلا والخلود

في ديار الإسراء أرض الجدود

رجّعي نغمة لقد طالما سر

نا على وقعها لفتح جديد

نغمات كأنها لأسانا

فلج الصبح بعد ليل مديد

وفاتها: انتابها مرض عضال، فكانت تنظم الشعر وهي تعاني الآلام والأسقام، فقالت من قصيدة لها تخاطب الطبيب:

أنا في ليل من الحيـ

ـرة واليأس مديد

الشعور الغض في سجـ

ـن مرير وقيود

وقضت نحبها وهي في الرابعة والأربعين من عمرها، وقد رثتها ابنتها نازك أميرة الشاعرات بقصيدة عنوانها (مقدم الحزن) تعتبر من روائع الشعر العربي في الرثاء.

*  *  *

 



([1])  (أ) (2/542 ـ 543).

الأعلام